ستعقد النقابات الأربع بقطاع التعليم، اليوم (الإثنين)، اجتماعا عاما لتقييم الإضراب العام الذي خاضته لمدة يومين وسط الأسبوع الماضي، مؤكدة أنها حققت نجاحا باهرا على حد قولها، إذ وصلت نسبة المشاركة في الإضراب على الصعيد الوطني إلى 95 في المائة. وهددت النقابات الأربع الأكثر نشاطا في قطاع التعليم، حسب مصادر متطابقة، بخوض إضراب عام لمدة ثلاثة أيام، تتلوه مسيرة حاشدة في العاصمة الرباط، في حالة رفض الحكومة، أو وزارة التعليم الجلوس إلى طاولة المفاوضات القطاعية، وفق ما اتفق بشأنه بين عباس الفاسي، الوزير الأول، وقيادة المركزيات النقابية، في آخر جولة من الحوار الاجتماعي، مشيرة إلى أن الهدف من طلب اللقاء مع المسؤولين الوزاريين، هو مناقشة جميع القضايا التي تستأثر بالاهتمام، خاصة الملف المطلبي المشترك المرفوع إلى وزارة التعليم منذ أكتوبر الماضي، والذي لم يدفع لا الوزير أحمد اخشيشن، ولا الوزيرة لطيفة العابدة، إلى الاطلاع عليه، وفتحه من أجل تحديد موعد للحديث عنه بإسهاب، والخروج بنتائج ملموسة. وأوضحت النقابات الأربع، وهي الجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل، والجامعة الحرة للتعليم، التابعة لمركزية الاتحاد العالم للشغالين بالمغرب، المرتبطة بحزب الاستقلال، والجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد الوطني للشغل، المرتبطة بحزب العدالة والتنمية، والنقابة الوطنية للتعليم، التابعة لمركزية الفيدرالية الديمقراطية للشغل، المرتبطة بحزب الاتحاد الاشتراكي، أن التهديد الذي قامت به الوزارة بخصوص الاقتطاع من الأجور، أمر غير قانوني، لكون المجلس الحكومي أقر السنة الماضية بعد شد وجذب، بعدم قانونية الاقتطاع من الأجور، بل كاد هذا الموضوع أن يشتت الأغلبية الحكومية، حينما دخل حزب الاتحاد الاشتراكي في صراع مع حزب الاستقلال، من أجل التراجع عن قرار صدر عن وزارة تحديث القطاعات العامة، الذي جاء وفق دورية تؤكد أن الاقتطاع يتم لغياب عن العمل، مضيفة أنه لا اخشيشن ولا العابدة ولا أي مسؤول وزاري له حق الاقتطاع من أجر المضربين، باعتبار الإضراب حقا مشروعا مكفولا بمقتضى الدستور، يلجأ إليه المتضرر، في حالة غياب حوار جاد ومسؤول مع الفرقاء الاجتماعيين. وأضافت المصادر ذاتها في بلاغ مشترك، توصلت «المساء» بنسخة منه، أنه في سابقة أولى من نوعها، هب رجال ونساء التعليم من مختلف أقاليم المغرب، واحتجوا في مظاهرة أمام مقر وزارة التعليم، حيث شارك أزيد من 3 آلاف يمثلون مختلف النقابات التعليمية المشاركة في الإضراب لمدة يومين، والذي حقق نجاحا وصلت نسبته إلى 95 في المائة، رغم محاولات التاثير أو ما أسماه البلاغ «التشويش الاستفزازي لإرهاب أسرة التعليم وثنيها عن المشاركة بفعالية لتحقيق المطالب المشروعة». وجددت النقابات الأربع مطالبها بخصوص تنفيذ اتفاق فاتح غشت 2007 كاملا غير منقوص، والمذكرة المطلبية المشتركة المرفوعة إلى الوزارة منذ أكتوبر الماضي، وإقرار الترقية الاستثنائية منذ 2003 لوضع حد للتراكمات التي أحدثتها «الكوطا المقنعة»، على حد تعبير البلاغ. ودعت النقابات الأربع الحكومة إلى تجديد الحوار بشكل جدي وهادئ، يفضي إلى نتائج ملموسة بخصوص تلبية الملف المطلبي المشترك.