عرف النقاش بين كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، والفرق النيابية المعارضة لمدونة السير حالة من التشنج كادت أن تعصف به لولا تدخل بعض النواب وذلك أثناء تقديم الدليل التطبيقي للمدونة صباح أمس الأربعاء أمام لجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية بمجلس النواب، واتهمت الفرق غلاب بعدم التشاور مع التشكيلات السياسية والمدنية قبل اخراج المراسيم والاجراءات التطبيقية لحيز الوجود بحكم أن المدونة كلها تمت المصادقة عليها بالتراضي والتشاور. وطالبت فرق المعارضة غلاب بتأجيل تنفيذ الاجراءات التطبيقية للمدونة الى غاية استكمال الشروط المصاحبة لها والتي تم الاتفاق عليها قبل المصادقة، وحددت الفرق مدة الارجاء في سنة كاملة باعتبار أن الاجراءات غير مكتملة، واثار نواب المعارضة عدم استكمال التكوين بالنسبة للمتدخلين المعنيين بتنفيذ المدونة حيث لم يتم لحد الآن تكوين سوى 360 من رجال الشرطة والدرك، كما أن الوزارة لا تتوفر سوى على 70 كاميرا للمراقبة في المدار الحضري و80 في المدار القروي في حين توجد 200 مدينة في المغرب ناهيك عن مئات القرى. وتنص المادتين 187 و94 من المدونة على غرامة من 20 الى 50 درهم في حق الأشخاص الذين لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة لتجنب خطر على نفسه أو على غيره، والغرامة نفسها في حالة عدم التقيد بقواعد السير الخاصة المتعلقة به والمحددة في مدونة السير والنصوص المتخذة لتطبيقها، و إلحاق ضررا ببيئة الطريق. لكن المدونة لم توضح طريقة التنفيذ وكيفيتها مما يجعل تنفيذ هذا الموضوع يلفه الغموض. وكان مستشارون برلمانيون، هاجموا صباح الجمعة الماضي، كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، أثناء تقديم الدليل التطبيقي لمدونة السير المثيرة للجدل أمام لجنة المالية والتجهيزات والتخطيط والتنمية الجهوية بمجلس المستشارين قبل أسبوعين من دخولها حيز التطبيق، وكانت الجلسة مبرمجة قبل مصادقة المجلس الحكومي على المراسيم التطبيقية للمدونة قصد تقديم الدليل والمصادقة عليه، وبدت مهمة غلاب عسيرة أمام ازدياد حدة التوتر وسط مهنيي النقل. وقال حكيم بنشماس القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس فريقه بمجلس المستشارين أن فريقه غير مستعد للحوار لأن كلام الوزير ظاهره جدي وباطنه عبثي وطالب غلاب بتقديم توضيحات حول تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها معارضي المدونة بأنهم يحرضون السائقين على التمرد والتي تلتقي مع تصريحات حميد شباط عمدة فاس والكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بل تزكيها كما اضاف. وهاجم بنشماس منهجية تقديم الدليل التطبيقي مشيرا الى أن الوزير حاول اغراق الجلسة بعدة محاور حتى يتجنب النقاش الجدي حول المدونة.