قام مجموعة من الأشخاص الملتحين، وهابيين على ما يبدو، بجولة على مساجد مدينة شفشاون طالبين من القيمين الدينيين منع قراءة القرآن جماعة في المساجد باعتباره بدعة، وأكد عضو بالمجلس العلمي وجود الظاهرة الى حد السيطرة التامة على أحد المساجد وقد توصل رئيس المجلس العلمي المحلي بمدينة شفشاون بشكايات في الموضوع والى حد اليوم لم يحرك ساكنا كما أن وزارة الأوقاف لم تدخل بعد على الخط لمعالجة الموضوع. ومعروف أن المغاربة الذين استقروا تاريخيا على تبني المذهب المالكي دأبوا على قراءة القرآن جماعة بعد صلاتي الصبح والمغرب ولم يدع الى منعه الا الفقهاء الذين تشبعوا بالوهابية التي تعتبر قراءة القرآن جماعة بدعة. وقد جاء في مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية "التزام قراءة القرآن جماعة بصوت واحد بعد كل من صلاة الصبح والمغرب أو غيرهما بدعة، وكذا التزام الدعاء جماعة بعد الصلاة، أما إذا قرأ كل واحد لنفسه أو تدارسوا القرآن جميعاً كلما فرغ واحد قرأ الآخر واستمعوا له فهذا من أفضل القرب". وقال محمد تقي الدين الهلالي أحد رموز الوهابية المغربية في كتابه "الحسام الماحق" " اعلم أنَّ الاجتماع لقراءة القرآن في المسجد في غير أوقات الصلاة مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم " و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نَزَلت عليهم السكينة و غَشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" . رواه مسلم من حديث أبي هريرة . لكن الاجتماع لقراءة القرآن الموافقة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و عمل السلف الصالح أن يقرأ أحد القوم و الباقون يسمعون، و من عرض له شك في معنى الآية استوقف القارئ، و تكلم من يحسن الكلام في تفسيرها حتى ينجلي تفسيرها، و يتضح للحاضرين، ثم يستأنف القارئ القراءة. هكذا كان الأمر في زمان النبي صلى الله عليه و سلم إلى يومنا هذا في جميع البلاد الإسلامية ما عَدَا بلاد المغرب في العصر الأخير، فقد وضع لهم أحد المغاربة و يسمى ( عبد الله الهبطي ) وَقْفاً محدثاً ليتمكنوا به من قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة، فنشأ عن ذلك بدعة القراءة جماعة بأصوات مجتمعة على نغمة واحدة وهي بدعة قبيحة.