أعلن مجموعة من أئمة الجزائر تمردهم على نشيد بلادهم ورفضوا الوقوف أثناء عزفه ووصفوه بالبدعة التي يجب طردها من الجزائر. وخلق هذا الوضع بلبلة في الأوساط الرسمية الجزائرية التي تتجه نحو معاقبة هؤلاء الأئمة. فلقد رفض،عدد من الأئمة الوقوف للنشيد الوطني، بحجة أنه بدعة. وحذر الوزير بوعبد الله غلام الله من هذا الأمر، قائلا : ''سنرجع بتصرفكم هذا إلى فترة التسعينيات''، وأن ''من يحدث الفرقة بين الجزائريين لا يستحق إمامتهم"''.. وكان أول من انتقد هذا السلوك مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالعاصمة، مساعدي لزهاري، الذي قال بالحرف الواحد : ''على كل حال، فإن مثل هذه الخطوات لا تشرف تاريخ الجزائر''. ووجد المسؤول ذاته حرجا فيما حدث، خصوصا في حضور الوزير ونائب رئيس المجلس الشعبي الولائي ورئيس بلدية المحمدية. ووجه المدير أمرا للأئمة، بعدها بعدم الخروج في عطلة هذا الصيف، لأن الهدف المسطر في المدارس القرآنية هو بلوغ 10 آلاف تلميذ من الجنسين. أما رئيس المجلس العلمي لولاية الجزائر، عمار طالبي، فقد كانت لهجته أشد، ويبدو أن الأئمة الذين لم يقفوا للنشيد الوطني كانوا يجلسون قبل ذلك في المقاعد الخلفية للقاعة. وقال المتحدث ''هؤلاء يزعمون أن هذه بدعة... مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستمع للشعر، وكان حسان بن ثابت شاعر الإسلام. ونبّه إلى أن ما يقدم عليه الأئمة لا يستند إلى سند شرعي، قبل أن يصف سلوكهم بأنه ''غباء''، وأضاف ''اسمحوا لي أن أقول إنه لا فقه ولا فهم في مثل هذا الموضوع''. إلى ذلك، كان وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية بوعبد الله غلام الله قدأكد أن 25 بالمائة من الأئمة يتغيبون عن مهامهم في المساجد رغم تقاضيهم رواتب قارة، ما جعل الوزارة تقرر إلغاء رتبة إمام خطيب في القانون الأساسي الجديد والاكتفاء برتبة إمام أستاذ لاعتقاد الأئمة بأنهم مكلفون بخطبة وصلاة الجمعة دون مزيد. وقال غلام الله ، أن القانون الأساسي الجديد قد تدارك هذا الوضع بإلغاء رتبة الإمام الخطيب، ليعلم الأئمة أنهم مكلفون بالعمل في المسجد على مدار الأسبوع وطوال اليوم، مؤكدا أن "المهمة صعبة حقا، لأن الإمام يبدأ يومه من صلاة الفجر وينتهي بعد صلاة العشاء".