وجه المبشرون الذين طردوا مؤخرا من المغرب رسالة استعطاف إلى جلالة الملك محمد السادس عبر موقع جمعية مسيحية على شبكة الانترنيت يطالبون فيها بإلغاء قرار طردهم من المغرب والسماح لهم بما اسموه بممارسة الأنشطة الاجتماعية التي قالوا، حسب الرسالة، إنها تستهدف الأطفال الصغار المتخلى عنهم منذ 10 سنوات،ونفوا أن تكون لهم أية علاقة مع العمل التبشيري ،حسب الرسالة، التي نشرت في موقع لجمعية مسيحية تمارس بدورها التبشير مما يفند بصفة أوتوماتيكية ادعاءات هؤلاء المبشرين من أن لا علاقة لهم بالتبشير،وإلا كيف يلجأون إلى هذه الجمعية المسيحية المعروفة بأنشطتها التبشيرية في شمال إفريقيا من أجل توجيه هذه الرسالة الاستعطافية من أجل السماح لهم بالبقاء في المغرب. يذكر أنه كانت وزارة الداخلية المغربية قد أكدت في بيان لها في بيان طرد عدة مبشرين أجانب "في الآونة الأخيرة" متهمين بالتبشير بالمسيحية في منطقة الأطلس المتوسط. وأعلنت الوزارة أن بين المبعدين 16 شخصا بين مسؤولين ومقيمين في مؤسسة تعنى باليتامى في بلدية عين اللوح بولاية إفران. وأكد المصدر أن المتهمين كانوا "يستغلون فقر بعض العائلات ويستهدفون أطفالهم،ويهتمون بهم منتهكين الاجراءات السارية في مجال كفالة الأطفال اليتامى". وتابعت الوزارة أن الإجراء يندرج في إطار "مكافحة محاولات نشر عقيدة المبشرين الرامية إلى زعزعة عقيدة المسلمين" مؤكدة أن المغرب تحرك "طبقا للقوانين المشروعة السارية من أجل صيانة القيم الدينية والعقائدية في المملكة". وأضافت الوزارة أن "تلك المجموعة كانت تقوم أيضا تحت غطاء أعمال خيرية، بنشاطات تبشيرية تستهدف أطفالا صغارا لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات". وأكدت ضبط مئات المنشورات والأقراص المدمجة في إطار التحقيق الذي أمرت به النيابة العامة. وكانت الحكومة المغربية قد أكدت،رفضها "المطلق" لكل أنواع التضليل والتشويش، التي تسعى بعض الأوساط الدولية، من خلالها، إلى المساس بمصداقية المغرب، والنيل من تراكماته الحضارية كبلد سيظل محافظا على قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وقال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح صحفي عقب اجتماع مجلس الحكومة، أن هذه الأخيرة أكدت، مجددا، أيضا أنها بقدر ما تتعامل بما يجب من الصرامة مع كل من تخول له نفسه الاستهتار بمقومات هذا البلد المضياف، فهي تظل حريصة على تأمين الضيافة الصادقة وحسن الوفادة، لكل زوار المغرب وقاطنيه باعتباره أرض الانفتاح والتسامح والحرية، التي تضمن دستوريا وقانونيا وعمليا لمعتنقي كل الديانات، وفي مقدمتها الديانات السماوية، ليس فقط حرية المعتقد، بل وكذلك إنشاء أماكن العبادة للمسيحيين واليهود، وممارسة شعائرهم بما يلزم لهم من حرية ووقار.