يتم التركيز عادة على الأنشطة التنصيرية بالمغرب التي تكون موسمية وترصدها وسائل الإعلام، خاصة إذا كانت مقترنة ببعض التحقيقات الأمنية، والتي تكون ذات طابع سري وتستهدف البالغين، غير أنه قلما تتم إثارة الأنشطة التنصيرية التي يقوم بها بعض المراكز المرخص لها بالمغرب وتستهدف الأطفال الصغار والشباب، ومن بينها مركزين يوجدان بضواحي مدينة أزرو، الأول يقع بمنطقة تدعى «أكماس» بضواحي جماعة بنصميم، ومركز آخر يدعى «قرية الأمل» يوجد بالقرب من قرية عين اللوح. فعلى بعد 5 كيلومترات من مدينة أزرو بدوار آيت القايد التابع للجماعة القروية لبنصميم، يقع مركز «أكماس» المعروف بالمنطقة بمركز «ليزمريكان»، والذي شيد سنة 1951، ويستهدف بنشاطه تربية وتنشئة الأطفال المتخلى عنهم. العديد من المصادر أكدت ل«المساء» أنه يتم تلقين الأطفال بالمركز الديانة المسيحية تحت غطاء الأعمال الاجتماعية، والتي كانت تمارس منذ سنوات وليست بالشيء الجديد، يحكي أحد المغاربة الذي زار المركز منذ سنة قائلا «وجدت الأطفال يقومون بحركات تدل على نصرانيتهم، كما يحاول المشرفون على المركز عزل الأطفال عن محيطهم لأنهم لا يسمحون لهم بالدراسة خارج المركز، وبذلك فإنهم يربونهم كما خططوا لذلك». ويسهر على تربية الأطفال طاقم أجنبي وبعض الذين تربوا داخل المركز وبعض العمال من خارج المركز، والذين يفضلون التكتم من أجل الحفاظ على رزقهم اليومي. ولا يقتصر، أحيانا، النشاط التنصيري على المركز، بل يتجاوزه ليطال بعض الفئات الأخرى مثل أنشطة محو الأمية التي ينظمها بين الفينة والأخرى من أجل استقطاب النساء الأميات من المنطقة لتنصيرهن. وبالقرب من دوار «توفصطلت» بعين اللوح، يوجد المركز الثاني الذي يسهر على تربية الأطفال المتخلى عنهم، ويحمل اسم «قرية الأمل» والذي يشرف عليه أجانب ويوجد به نظام الأسر، أي أن كل زوجين أجنبيين يسهران على تربية بعض الأطفال الذين ينادونهم كوالدين لهما. ويمكن لكل متصفح للأنترنيت أن يتأكد من الصبغة التنصيرية لمؤسسة «قرية الأمل» على موقعها على الأنترنيت، والتي تؤكد أن قواعد التسيير والتمويل تنطلق من الفصل 336 من نسخة إنجيل القديس ماتيو، والذي يقول «ابحثوا عن مملكة الله وعدالته، وسنمنح لكم كل الأشياء وأكثر» . كما أن من مبادئ «قرية الأمل» معرفة الله عبر الصلاة، التي تقام كل يوم أحد بإحدى كنائس المغرب، وفق ما أكده مصدر مطلع، إضافة إلى التركيز على تربية الأطفال على القيم انطلاقا من الكتابات المقدسة والثقافة المغربية، كما ورد على موقع المؤسسة. عدد كبير من المصطلحات التي تعرف بتنظيم المؤسسة تبين بوضوح صبغتها المسيحية، والتي تسعى إلى توسيع نشاطها من أجل استقطاب ما يقارب 100 طفل. هذه القرية التي كانت قد جمدت نشاطها بعد وفاة إحدى مسيراتها سنة 1995، لتستأنف العمل بعد سنتين بعد حصولها على الترخيص من السلطات المغربية. شهادات لبعض أطفال سكان دوار «توفصطلت»، المجاور لقرية الأمل، الذين أدلوا بها لإحدى الصحف الوطنية سابقا، يحكون من خلالها عن مشاركتهم لأطفال القرية في بأكده أحد الأطفال قائلا: «لما كنا صغارا كان المشرفون على اللعب يضعون صندوقا جميلا، يحتوي على لعب متنوعة وجذابة، وعندما يحصل الطفل على لعبة جميلة يقولون له هذه لعبة منحك إياها «عيسى». كما أن سكان قرية عين اللوح سبق أن قدموا شكاية إلى قائد القرية حول بعض الأنشطة التبشيرية التي يتم فيها استهداف أطفال القرية من خلال دعوتهم لبعض الأنشطة هناك. هاتان المؤسستان تقومان بذلك علانية رغم أنهما يستهدفان الصغار، بينما هناك أنشطة تنصيرية تكون تحت غطاء اجتماعي مرتبطة بجمعيات للمجتمع المدني، خاصة بإقليم الحسيمة، إذ عرفت المنطقة بعد زلزال 2004، بروز هذه الجمعيات، ومنها جمعية تحمل اسم «أصدقاء الريف» «غاوما» بادرت إلى تقديم مساعدات إنسانية للسكان عبر بناء مساكن. وحسب بعض الشهادات، فإن هذه الجمعية كانت تنظم حفلات للسكان بجماعة آيت قمرة، بهدف دعوتهم إلى الديانة المسيحية. وعلى صعيد آخر تسعى بعض الكنائس الأمريكية إلى تنصير الأطفال بمخيمات تندوف، وتكثف أنشطتها لأجل ذلك، فيتم اصطحاب الأطفال من المخيمات بهدف الإقامة لدى أسر أمريكية. وتشجع كنيسة «ملجأ المسيح» الأمريكية، انتقال الأطفال من تندوف إلى أمريكا، فخلال سنة 2007 سافر أزيد من 200 طفل من مخيمات تندوف إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للإقامة لدى أسر مسيحية. وتنشط هذه الكنيسة وسط سكان مخيمات تندوف في صفوف الأطفال منذ 1999 عبر خدمات إنسانية واجتماعية وثقافية عبر منح دروس للغة الإنجليزية، كما أنها تشجع على السفر إلى المخيمات من خلال موقعها على الأنترنيت.