يحز في النفس ان نكتشف اليوم بعد اكثر من 50 سنة على استقلال المغرب ان بعض معلمينا واساتذتنا ليسو سوى كائنات انتهازية خبزية تمتص الدماء ليل نهار دون شفقة وهي تتستر وراء ذلك الشعار الكاذب " قم للمعلم وفه التبجيلا ..كاد المعلم ان يكون رسولا"..(لواه النبك). مناسبة هذا الكلام هو ان بعض المعلمين والاساتذة اصبحو يستقبلون في بيوتهم الاف التلاميذ يوميا من اجل تلقينهم حصص تعليمية مؤدى عنها يسمونها " الساعات الاضافية" والحال اننا امام جريمة يثحدث عنها القانون بتفصيل وهي جريمة "الاثراء على حساب الغير بلا سبب". جميع الاباء يعرفون ان مبلغ 100 درهم و200 درهم الذي يؤدونه عن الساعات الاضافية في مادة "الماط "و"الفيزيك " و"التربية الاسلامية" و" العربية" لصالح ابنائهم مدخول غير مشروع للاساتذة لكن كثير منهم يعتقد انه في حالة اذا لم يرضي الاستاذ بهذه "الرشوة" الشهرية فانه ابنه لن يغادر الطاولة التي يجلس عليها وسيبقى في نفس القسم وربما سيطول مكوثه هناك الى حين "التخرج " للشارع بالاقدمية في حالة اذا لم يتقدم بطلب من اجل المغادرة الطوعية.. تصور استاذ في الثانوي التاهيلي يدرس اكثر من 50 تلميذ وتلميذة يستغل حاجة هاؤلاء الى نقط في المراقبة المستمرة من اجل مواجهة الامتحان الوطني يجبرهم على حضور حصص اضافية في منزله ويتقاضى عن كل "راس " 300 درهم في اخر الشهر وفي حالة الامتناع عن حضور الدروس فانه ينتقم من التلاميذ على طريقته.. بعملية حسابية بسيطة يربح هذا الاستاذ المقاول من الدروس الخصوصية وحدها اجر صافي (اللهم لاحسد) يقدر ب "150 الف ريال" اضافة الى 120" الف ريال" ديال الدولة يعني انه يستخلص شهريا مبلغ مليوني سنتيم بكل برودة ودون أدنى عناء يكفيه..فقط ان يكرر بعض الكلمات مثل الببغاء ويطلق النقط بسخاء على زوار الليل من التلاميذ. بعض الأساتذة والمعلمين اليوم يملكون سيارة محترمة وشقة محترمة في حي محترم دون حاجة الى توريط نفسهم في غياهب شركات القروض التي لا ترحم.. هاؤلاء المعلمين هم نمودج متطور لبعض "الفيروسات" القديمة التي كانت تتستر وراء التعليم من اجل تفريغ مخازن المواطنين في البوادي من السمن والعسل والقمح تماما كما كما تفعل الجردان.. الخطير في هذا كله هو أن سلوكات بعض المعلمين وحيلهم أصبحت معروفة على الصعيد الوطني لكن الأمر غير المعروف هو لماذا سكتت كل وزارات التعليم المتعاقبة عن هذه الكارثة التي من شانها ان تقف أمام تطور قطاع يعتبر ركيزة كل البلدان... نفترض ان الوزير لا يعلم بهذا ونفترض حسن نية الوزارة لكن هذا لا يمنع من القول : حرام ان يرفع اخشيشن شعار مخطط استعجالي لانقاد التعليم في وقت هو في جاجة الى "ترقيد" معلميه (البعض) في "جافيل" حتى يتخلصو من العقلية الانتهازية.. من غير المعقول بثاتا ان نذخل الالفية الثالثة بمعلمين وأساتذة مثل "المناشير" يتقاضون أجرا عن التعليم في الحكومة وعن الساعات الإضافية في البيت وعن الدروس الإضافية في مدارس التعليم الخاص في وقت يوجد فيه الاف المعطلين يبحثون فقط عن اجر يعادل 2000 درهم شهريا..