أجرى الحوار .. رشيد ماموني أكدت السيدة باتريسيا إيسبينوسا , وزيرة الشؤون الخارجية المكسيكية , أن بلادها " مرتاحة جدا لعلاقاتها الثنائية مع المغرب التي تطورت طيلة ال46 سنة الأخيرة". وأبرزت السيدة إيسبينوسا التي تبدأ اليوم الثلاثاء زيارة للمغرب , في حديث أجرته معها وكالة المغرب العربي للأنباء , " الروابط العديدة التي تجمع بين البلدين", بدءا ب " الحوار السياسي عالي المستوى " الذي توج بزيارتي الدولة التي قام بها كل من صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 2004 إلى المكسيك والرئيس المكسيكي السابق , فيسنتي فوكس , في 2005 إلى المغرب. وأشارت إلى الاتفاقيات العديدة الموقعة أو التي توجد قيد التفاوض بين البلدين , وإلى النمو المتواصل للمبادلات التجارية وتطابق الرؤى حول العديد من المواضيع. وتطرقت الوزيرة المكسيكية إلى اجتماعات اللجنة المختلطة المغربية - المكسيكية في 2005 و2006 , فأشارت إلى أن هذه اللقاءات " تشكل منتدى ملائما لتبادل التجارب من أجل مواصلة تعزيز التعاون في المجالات التقنية والثقافية والتربوية والديبلوماسية " , وعبرت عن الأمل في انعقاد الاجتماع الثالث لهذه اللجنة عما قريب. + ارتفاع المبادلات التجارية بنسبة 3ر15 في المائة سنة 2008+ وأوضحت السيدة إيسبونوسا أن المغرب كان في 2008 " الشريك التجاري الخامس للمكسيك بإفريقيا بحجم مبادلات تجارية يبلغ 5ر207 مليون دولار, أي بارتفاع نسبته 3ر15 في المائة مقارنة مع السنة السابقة ". وأضافت أن الصادرات المكسيكية , التي بلغت 6ر11 مليون دولار , سجلت بالتالي ارتفاعا بنسبة 6ر74 في المائة في ظرف سنة , فيما سجلت الواردات (9ر195 مليون دولار) ارتفاعا بنسبة 13 في المائة خلال الفترة نفسها . ومن جهة أخرى أبرزت السيدة إيسبينوسا القطاعات ذات الأولوية لتطوير التعاون بين المغرب والمكسيك وخاصة الموارد المائية وتحديث القطاع الفلاحي ومحاربة التصحر. واعتبرت أن التعاون الثنائي يمكن أن يشمل قطاعات أخرى كالصحة والتربية وقضايا الهجرة والعلوم والبحث والثقافة. + فرص تعاون ينبغي تطويرها بشكل أكبر+و لاحظت وزيرة الخارجية المكسيكية أنه على الرغم من " النتائج الجيدة لتعاوننا الاقتصادي" فإن المكسيك تعتبر أنه من الممكن تطوير المبادلات بشكل أكبر من خلال تبادل البعثات الاقتصادية ومشاركة المقاولات المغربية والمكسيكية في المعارض التجارية المنظمة في البلدين. وعلى المستوى الثقافي, ذكرت السيدة إيسبنوزا أن المكسيك سوف تخلد السنة المقبلة الذكرى المائوية الثانية للاستقلال (1810), ومائوية الثورة (1910), مضيفة أن السفارة المكسيكية بالمغرب ستنظم بالمناسبة سلسلة من الأنشطة لتخليد هاتين الذكريين , وقالت " إننا نأمل في أن نجذب جمهورا مغربيا عريضا ". وبخصوص "التشابه" الموجود بين المغرب والمكسيك باعتبارهما بلدين مصدرين للهجرة وفي الوقت ذاته بلدي عبور بالنسبة للمهاجرين في اتجاه أوربا والولايات المتحدةالأمريكية , اعتبرت الوزيرة المكسيكية أن البلدين "يمكن لهما أن يتبادلا خبراتهما" في معالجة هذه الظاهرة " وأن يستكشفا معا آليات جديدة تمكن من تدفق قانوني وآمن ومنظم للأشخاص والأموال, في إطار احترام الحقوق الإنسانية للمهاجرين , وذلك بغض النظر عن وضعهم كمهاجرين". وأكدت أن بلادها "مستعدة لإفادة المغرب من تجربتها في مجال الحماية والمساعدة القنصلية ", وقالت "بالمقابل نحن مقتنعون بأن التجربة المغربية في هذا المجال ستكون ذات فائدة كبيرة بالنسبة لنا ". وأضافت أنه بالنظر إلى أن للبلدين جاليات مهمة في الخارج , فإنه سيكون من الضروري تبادل خبراتهما في مجال مد الجسور مع هذه الجاليات عبر المؤسسات التي أحدثتها الحكومتان, ويتعلق الأمر بمعهد المكسيكيين بالخارج ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وفي هذا الصدد, أوضحت الوزيرة المكسيكية أن البلدين يحضران اتفاقيتن ثنائيتين جديدتين, وهما مذكرة تفاهم في مجال التعاون في موضوع الهجرة والشؤون القنصلية واتفاقية حول دعم المواطنين المقيمين بالخارج. وعلى المستوى المتعدد الأطراف , تقول السيدة إيسبينوا , يمكن للمكسيك والمغرب أن يكثفا جهودهما في إطار المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية الذي سينعقد بالمكسيك سنة 2011 وفي المغرب سنة 2012.