كشفت مصادر اتحادية عن ممارسة قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الرقابة على الوثيقة التنظيمية لمحمد الحبيب الطالب حيث اكتفت بالتأشير على نشر الجانب السياسي بعد أن هدد رفاق الطالب بنشرها في صحف غير حزبية، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن القيادة الحزبية وضعت "الفيتو" على الوثيقة المذكورة لأنها تضمنت إشارة واضحة إلى ضرورة مأسسة التيارات داخل الاتحاد. من جهة أخرى ربطت المصادر نفسها بين الوثيقة التنظيمية وسعي الحبيب الطالب إلى تجميع المندمجين من الحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقا في تيار يحمل اسم "المندمجون"، ومن المتوقع أن يعقد التيار المذكور لقاء تشاوريا في ذكرى الاندماج، خصوصا وأن المندمجين تم إقصاؤهم بشكل غريب في المؤتمر الأخير، ولم يصل منهم أحد إلى المكتب السياسي باستثناء عائشة لخماس التي نجحت عن طريق كوطا النساء. وسبق أن قال الحبيب الطالب في حوارات صحفية "ليست هناك ''مظلومية فكرية وتنظيمية وسياسية'' لتيار بعينه، ولا هي انتفاضة لذات التيار. صحيح أن كل طاقات ما كان يسمى ب''المندمجين'' لم تستغل كما كان ينبغي، إلا أن هذا الوضع لا يتعلق بهم لوحدهم''، بل إن طاقات الاتحاد الاشتراكي الكامنة وبأكملها لا تستثمر على أحسن وجه كما كان ينبغي لها. وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى الوضع التنظيمي الداخلي الذي كان عليه الاتحاد خلال هذه المرحلة وما يزال". وقال إن "الوثيقة إذن هي وثيقة جماعية من ''المندمجين'' وغيرهم، أي أنها وثيقة من صلب الاتحاد وموجهة إلى كل الاتحاديين بلا استثناء. وبغاية الحفاظ على الجدل الفكري والسياسي قائما وحيا داخل الحزب، ومن أجل الوصول إلى خلاصات جماعية مشتركة عن التجربة التي خاضها الاتحاد الاشتراكي في مرحلة الانتقال الديمقراطي، سواء في القضايا التي تناولناها بتركيز شديد، أو في القضايا التي تركناها تحت ضغط الاستعجال. وكل ذلك، لكي يكون الحزب على استعداد أفضل وأكثر متانة لمواجهة تحديات المرحلة القادمة". وحسب مصادر اتحادية فإن الحبيب الطالب عبر عن امتعاضه من قضية الانفتاح على الفعاليات التي تحولت في الواقع إلى انفتاح على الأعيان وأصحاب المال،وهمشت الأطر الاتحادية المناضلة وأساسا المندمجون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقا،والذين شرعوا في عقد لقاءات تشاورية في أفق لقاء وطني يجمع التيار.