أسدل عام 2012 الستار على أهم أحداث كرة القدم في قاراته الست بعناوين رئيسية تصدرها المنتخب الإسباني بتتويجه بطلا لأوروبا للمرة الثالثة في تاريخه والثانية على التوالي، وكذلك زامبيا بفوزها بكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخها. واستعرض الإسبان عضلاتهم في نهائيات "يورو 2012" في بولندا وأوكرانيا وفازوا باللقب بعد اكتساح إيطاليا في المباراة النهائية برباعية دون رد. ونجح المدرب فيسنتي ديل بوسكي في الحفاظ على اللقب رغم الغيابات التي مست قوام الفريق بسبب الإصابات وحرمته في البطولة من المدافع كارليس بويول والهداف ديفيد فيا، حيث لجأ في بعض الحالات للعب دون رأس حربة صريح. وحصل لاعب وسط إسبانيا أندريس إنييستا على جائزة أفضل لاعب في البطولة، فيما تقاسم ستة لاعبين لقب الهداف بثلاثية لكل منهم. وعلى الرغم من الخسارة المدوية في النهائي، قدمت إيطاليا عروضا طيبة في البطولة استنادا إلى تألق لاعب الوسط أندريا بيرلو، ونضج المهاجم ماريو بالوتيلي صاحب ثنائية الفوز (2-1) على ألمانيا في نصف النهائي. وضخ الالمان دماء جديدة في فريقهم، فوجد لاعبون مثل ماركو رويس وماريو جوتزه وأندري شورله أماكنهم في التشكيل إلا أن المدرب يواخيم لوف فشل مرة أخرى في تحقيق لقب في ثالث مشاركة له في بطولة كبيرة. وفي أفريقيا، استضافت غينيا الاستوائية والجابون نسخة غاب عنها عمالقة القارة مثل مصر والكاميرون ونيجيريا والجزائر، ما جعل غانا وكوت ديفوار في طليعة المرشحين. وعلى عكس التوقعات، اقتنصت زامبيا لقبها الأول بعدما أزاحت غانا في نصف النهائي وكوت ديفوار بركلات الترجيح في النهائي ليتواصل بحث المهاجم المخضرم ديدييه دروجبا عن لقب لبلاده قبل اعتزاله. وبوضعية شبيهة لليورو، تقاسم سبعة لاعبين لقب الهداف بثلاثية لكل منهم، فيما حصل قائد زامبيا كريستوفر كاتونجو على جائزة أفضل لاعب في البطولة التي اعتبر الإعلام مدربه الفرنسي ايرف رونار نجمها الأول. واستعصى الذهب الأوليمبي مرة أخرى على البرازيل فخسرت نهائي دورة لندن 2012 أمام المكسيك التي توجت بالذهبية، بينما تالت كوريا الجنوبية البرونز. وعلى مستوى دوري الأبطال الأوروبي، نجح تشيلسي الإنجليزي في إحراز اللقب للمرة الأولى مع المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو رغم تسلمه مقاليد الأمور في وضعية حرجة خلفا للبرتغالي المقال أندري فيلاش بواش. وقاد دي ماتيو تشيلسي أيضا للقب كأس الاتحاد الإنجليزي كخير ختام لمسيرة دروجبا مع الفريق قبل تحوله إلى الصين، فيما ذهب لقب الدوري الممتاز لمانشستر سيتي بعد صراع حامي الوطيس مع الجار مانشستر يونايتد. واستعاد ريال مدريد لقب الليجا في إسبانيا بعد ثلاث سنوات من الغياب، ولكنه ترك الكأس لبرشلونة، فيما عاد يوفنتوس إلى الواجهة بفوزه بالدوري الإيطالي قبل خسارته نهائي الكأس أمام نابولي. وفي ألمانيا، حافظ بوروسيا دورتموند على لقب البوندسليجا وفاز أيضا بالكأس، بينما توج مونبلييه بالدوري الفرنسي بعد صراع كبير مع باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم. وفي أفريقيا، حصل الأهلي المصري رغم توقف النشاط المحلي على دوري الأبطال للمرة السابعة في تاريخه على حساب الترجي التونسي، بينما أخفق الأهلي السعودي في التتويج آسيويا وترك الكأس لأولسان هيونداي. وأحرز كورينثيانز البرازيلي لقب كأس ليبرتادوريس لأندية امريكا الجنوبية قبل أن يختتم العام بالفوز بمونديال الأندية على حساب تشيلسي الذي أقالت إدارته دي ماتيو واستعانت بالإسباني رافائيل بنيتيز. وعلى مستوى التنقلات، رحل بيب جوارديولا عن تدريب برشلونة بعد أربعة مواسم مرصعة بالبطولات مفضلا البقاء لمدة عام بعيدا عن ضوضاء كرة القدم قبل تحديد وجهته المقبلة. وواصل فريق باريس سان جيرمان الفرنسي إنفاق عشرات الملايين فضم الثنائي زلاتان إبراهيموفيتش وتياجو سيلفا من ميلان، وكذلك إزيكيل لافيتزي من نابولي. ولم تبرم الفرق الكبرى في أوروبا صفقات مدوية باستثناء ريال مدريد الذي ضم الكرواتي لوكا مودريتش من توتنهام الإنجليزي، بينما خطف مانشستر يونايتد الهداف الهولندي روبين فان بيرسي من المنافس أرسنال. وقطعت منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والأرجنتين والإكوادور وكولومبيا خطوات كبيرة نحو التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة فيما لا تزال التصفيات في أغلب القارات بمراحل مبكرة.