كشفت مصادر اتحادية أن صراعا خفيا بدأت تستعر أواره داخل العائلة الاتحادية، على خلفية إعلان عدد من القياديين رغبتهم في خلافة عبد الواحد الراضي، وقالت المصادر ذاتها إن دخول جزء من الشبيبة الاتحادية على خط التنافس لدعم أحد المرشحين ساهم في تأجيج الصراع، بل أصبح مؤشرا على إمكانية حدوث انقسامات جديدة كما وقع في التسعينات، مشيرة إلى أن مواقف صقور الحزب ستكون حاسمة في حسم أمر الخلافة. ورفضت المصادر ذاتها أي تشبيه بين وضعية الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، وقالت إن انتخاب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي يتم عبر قواعد الحزب، وأن من يتمكن من إقناع القواعد سيكون مؤهلا أكثر من غيره لحسم السباق، موضحة أن تباين مواقف الشبيبة الاتحادية، وتجاذب فريقي الحزب بالبرلمان سيكون عاملا مؤثرا في العملية الانتخابية برمتها، مشيرة إلى أن الصراع اليوم سيكون بين قطبين الأول هو قطب اولاد الشعب الذي يقوده ادريس لشكر، وقطب المحافظين الذي يقوده اليوم أحمد الزايدي، مشددة على أن لشكر تمكن من كسب مجموعة من النقط مستغلا نفوذه داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وهو ما أعطاه دعم مستشاري الحزب في الغرفة الثانية، وخاصة المنتمين للفيدرالية، إضافة إلى مجموعة من المكاتب الإقليمية والفروع التي عبرت عن دعمها للشكر، حتى وإن لم يعلن ترشيحه بشكل رسمي. وقالت المصادر نفسها إن لشكر قرر تدشين حملته لخلافة الراضي من نقابة صديقه العزوزي، حيث حضر أول أمس الخميس لقاء صحافيا للنقابة الديمقراطية للعدل، إلى جانب العزوزي وعدد من قياديي المركزية النقابية، وأوضحت المصادر أن لشكر يملك نفوذا كبيرا داخل النقابة، التي يمكن أن تكون عاملا حاسما في انتخاب خليفة الراضي، مشددة على أن التحكم في النقابة، سيكون مفتاح لشكر الأساسي، خاصة أن الحزب يراهن كثيرا على ذراعه النقابي. إلى ذلك، قالت المصادر إن التوجهات الكبرى للمرشحين ستكون أيضا عاملا حاسما، فبيما يراهن لشكر على التطبيع مع الأصالة والمعاصرة لتقوية المعارضة خاصة داخل البرلمان، يصر الزايدي الذي حظي بدعم كل من الراضي واليازغي على إحياء الكتلة الديمقراطية، وذهبت المصادر إلى حد القول إن مؤيدي إحياء الكتلة يوجد بينهم جهات تدعم عودة الاتحاد إلى تدبير الشأن العام، ولو من باب دعم الأغلبية، خصوصا بعدما تبين ضعف أداء الحزب في المعارضة وغياب استراتيجية واضحة لمواجهة العدالة والتنمية، وأضافت المصادر أن الجناح الرافض للعودة إلى الحكومة لازال قويا ويتحكم في جل تنظيمات الحزب، التي ترفض بأي شكل من الأشكال تجاوز الثوابت العامة للحزب، مفضلة التحالف مع البام، الذي قالت مصادر اتحادية إنه الحزب الوحيد الذي قدم مشروعا حداثيا، كما أن الحزب هو الأكثر تجديدا، وقدم رؤية واضحة وشمولية لمواجهة المحافظين خاصة حزب العدالة والتنمية. ولم يحسم أي من المرشحين في ترشحه للكتابة الأولى، وقال المصادر إن الجميع يعتمد اليوم سياسة جس النبض في انتظار الأمتار الأخيرة التي ستكون حاسمة في ضبط موازين القوة.عبد المجيد أشرف