أكدت مصادر موثوقة على أن التصاميم العمرانية الجديدة لإعادة التهيئة المَجَالية لولاية الدارالبيضاء أصبحت جاهزة بعدما تمت المصادقة عليها نهائيا من طرف الوكالة الحضرية للدار البيضاء في شتنبر الماضي، وأن أوراش إصلاح العديد من الأحياء السكنية والمناطق الصناعية والمجالات الحيوية بالعاصمة الاقتصادية سيعلن عن افتتاحه في القريب العاجل من أجل إعادة تهيئتها وفق التصاميم الجديدة. وأضافت المصادر المذكورة أن أحياء/ مناطق "سباتة" و"بن مسيك" و"سيدي عثمان" و"حي مولاي رشيد" و"المنصورية" تأتي على رأس قائمة المجالات التي سيشملها التغيير العمراني بهدف تهيئة مجالية وعمرانية جديدة تتلاءم والسياسة المجالية المرتقبة للعاصمة الاقتصادية وفق ما تصوره العديد من الدراسات الخاصة بالمجال والعمران والبيئة. ففي منطقة سباتة التي تمتد على مساحة 457 هكتارا في حدودها بشارع ادريس الحارثي وشارع الجولان وشارع 10 مارس، شمل تصميم عصرنة المنطقة وتغييرها إحذات العديد من المجالات لفائدة مرافق حيوية وأخرى صناعية نوعية وكمية في آن واحد، وذلك بحكم أن ثلثي ساكنة هذه المنطقة التي تتحدد في 120 ألف نسمة يعتبرون نشيطون. ويبقى أكبر تغيير تعرفه هذه المنطقة وفق التصميم الجديد لإعادة تهيئتها هو التخلص من سوق الخردوات والملحقات المستعملة الخاصة بالسيارات، المعروف اختصارا وتقليدا باسم "لافيراي سباتة" الذي يعتبر سوقا وطنيا لهذه التجارة. وحسب التصميم الجديد للمنطقة فإن التخلص من هذه السوق الذي يوجد في جنوب سباتة على حدودها المذكورة مع بن مسيك سيفسح المجال لخلق منطقة خضراء فسيحة تتوسطها حدبقة عمومية غناء. وإضافة إلى تغيير سوق الخردوات الحديدية إلى مجال بيئي أخضر ستعرف المنطقة توسعا كبيرا في مجاليها العمراني والعقاري سواء لفائدة العقار المخصص للسكنى أو المخصص للإدارات ذات الارتباط بالمجال الخدماتي الذي يدخل في إطار "الأوفشورينغ". وتعرف المنطقة وفق التصميم الجديد فسح المجال لبناء عقارات من نوع السفلي زائد 3 طوابق والسفلي زائد 4 طوابق في سابقة أولى، إضافة إلى وعاء عقاري خاص بالسكن الاجتماعي الاقتصادي بهدف إعادة إسكان 1712 أسرة تقطن في سكن غير لائق على حد تعبير المصادر المذكورة. وستتعزز المنطقة وفق التصميم الجديد بشريط بيئي أخضر يتخلله مرافق رياضية وترفيهية على شكل مضامير وقاعات رياضية. أما في بن مسيك الذي يمتد في الوقت الحالي على مساحة 311 هكتارا على حدوده بشارع الجولان وإدريس الحارثي والطريق السيار وشارع محمد السادس، حددت التصاميم الجديدة لإعادة تهيئة هذه المنطقة تغييرات كبيرة تتعدى ماهو عمراني إلى ما هو اجتماعي وبيئي، إذ ستعرف المنطقة إحداث مركز حضري جديد بهذا المجال ويشمل وعاء عقاريا واسعا من العقارات السكنية والتجارية والإدارية الجديدة من نوع السفلي زائد أربعة طوابق (R+4) والسفلي زائد ستة طوابق (R+6)، وهو الوعاء الذي سيُسيج الأحياء القصديرية من جهة وسيتجاوز الأنواع العقارية المحددة بهذا المجال في نوعي السفلي زائد طابق (R+1) والسفلي زائد طابقين (R+2) في الحد الأقصى من جهة ثانية. كما سيعرف من جهة ثالثة خلق أكبر مجال تجاري بمختلف الأنواع والقيم ناهيك عن بناء العديد من المرافق الاجتماعية ذات الصلة بالتعليم والصحة والثقافة والتكوين، فيما ستعرف المنطقة من الناحية البيئية خلق شريط أخضر من النباتات والأشجار يطوقها على طول حدودها مع باقي الأحياء وعلى طول الطرقات التي تربطه بها. وفي سيدي عثمان ووفق التصميم الجديد فسيفسح المجال ل 307 هكتارات لمجال لعقارات مختلفة النوع.