تمكن أحد مناضلي حزب العدالة والتنمية من دخول مدينة إدلب السورية، الواقعة على الحدود مع تركيا، ووثق الشخص المذكور بالصوت والصورة زيارته للمنطقة، وقال في تصريح لإحدى القنوات المحسوبة على المعسكر المعادي لسوريا إنه ذهب في إطار التضامن مع الثورة السورية، وأوضح أنه حمل "مساعدات" للشعب السوري، وأظهرت القناة الممولة سعوديا مناضل العدالة والتنمية بجانب عناصر من الجيش السوري الحر بأسلحتهم. وأوضح مناضل العدالة والتنمية أنهم (دون أن يوضح من كان معه) حملوا مواد طبية إلى أحد المستشفيات في إحدى قرى ريف إدلب، وقال في التصريح المذكور إن الشعب المغربي معروف بمساندته لقضايا الشعوب. وتطرح هذه الزيارة العديد من الأسئلة، وقبلها لابد من الإشارة إلى أن الدخول لإدلب ليس عملا كبيرا وخصوصا ريفها المحادي لتركيا لأن هذه المنطقة تعتبر منطقة مفتوحة للمهربين سواء من تركيا أو من سوريا، وثانيا أن الشخص المذكور الذي قال إن الشعب المغربي يساند قضايا الشعوب لم يوضح ما إن كان مع الجيش الحر أم لا لأنه لم يستطع سوى تجميع بضعة أشخاص أمام البرلمان تضامنا مع "الثورة السورية". ولأن القضايا السيادية لا لعب فيها فمن حق أي مغربي أن يعرف باسم من ذهب هذا الشخص إلى سوريا وهو معروف بانتمائه لحزب العدالة والتنمية وواحد من نشطائه، هل ذهب باسمه الشخصي؟ أم ذهب باسم الحزب؟ أم باسم حركة التوحيد والإصلاح؟ ومن مول الرحلة؟ ومن دفع ثمن المساعدات؟ وهل هناك تنسيق بين نشطاء الحزب الإسلامي والجيش السوري الحر خصوصا وأن مبعوث الحزب ظهر مع المجموعات المسلحة؟ وهل يوافق الحزب على الوجود المسلح بسوريا وهو وجود كثيف يشارك فيه مغاربة منهم من قتل ومنهم معتقلون؟ إن الحرب الدائرة في سوريا قد تكشف عن خبايا كثيرة في دعم المسلحين خصوصا من قبل الحركات الإسلامية التي تنخرط في المشروع الوهابي الدولي الذي يعتبر الداعم الأساسي للمسلحين بسوريا.ادريس عدار