بقلم اليكس ريكيرت في 2 نوفمبر 2004 اغتيل المخرج ثيو فان غوخ في امستردام باسم التشدد الاسلامي, ما ادى بعد خمس سنوات الى تغيير عميق في نظرة المدينة للاسلام والاندماج, علما ان نصف سكانها من ابناء المهاجرين. وقال رئيس بلدية سلوترفارت المغربي الاصل احمد مركوش "بدا وكأنه قبل مقتل فان غوخ, لم يكن من مسلمين في هولندا. بين ليلة وضحاها, بات وجودهم مدركا وكذلك ضرورة ايلائهم الاهتمام, لقد عم الذعر". وكان المغربي الشاب الذي اطلق النار على الناقد الحاد للاسلام فان غوخ يقطن في ضاحية تضم 45 الف نسمة في امستردام. واوقف القاتل بعيد اطلاقه النار وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. اشتهرت امستردام لانتهاجها سياسة "تعدد الثقافات" لكن "الخوف وغياب التفاهم كانا سائدين لدى الطرفين" بحسب الموكل بسياسات المدينة يوريس ريبروك الذي ذكر بانه تم احراق مساجد بعد عملية الاغتيال. واعتمدت المدينة خطة طارئة في اواخر 2004 تشتمل على مبلغ من 5 الى 7 ملايين يورو سنويا لمكافحة التشدد الاسلامي وتشجيع التلاحم الاجتماعي. وتنال مشاريع جمعيات المهاجرين الدعم المالي من الدولة فيما انشئ حوار مع مسؤولي المساجد. كما يبث التلفزيون الرسمي المحلي مسلسلا على نمط تلفزيون الواقع تشارك فيها عائلة تركية, واخرى سورينامية, ومغربية, وذلك بتمويل منه. وافادت دراسة طلبتها مدينة امستردام ان 2% من السكان الملسمين في العاصمة اي ما بين 1000 و1500 شخص, متزمتون وناشطون سياسيا في آن, ما يجعله "عرضة للافكار المتطرفة". وقال المحلل السياسي جان تيي الذي اشرف على الدراسة "انهم على الاخص شبان بين 16 و18 عاما يشعرون انهم يتعرضون للتمييز وينتابهم الحذر من السياسة". وتابع "هذه الشريحة مهمة الى درجة تطلبت صياغة سياسة ملائمة لها, وهذا ما حدث". وعام 2007 عينت ضاحية سلوترفارت وهي مسقط رأس اسلاميين متشددين شبان اوقفوا بعد اغتيال فان غوخ, حسن ميموني "اختصاصيا في قضايا التطرف الديني". وتمكن ميموني في عامين بالتنسيق مع العاملين الاجتماعيين ومرشدي الحي والشرطة والمساجد من رصد حوالى 35 شابا يجذبهم الاسلام المتشدد. ويسعى عاملون اجتماعيون خضعوا لتدريب خاص الى اقامة حوار. وقال ميموني "الهدف هو اعادتهم الى اطار المجتمع, وردم الهوة, لانهم غالبا ما يشعرون انهم معزولون اجتماعيا". وتم اخطار الشرطة حول بعضهم. وقال تيي ان "الجدل حول الاسلام ازداد حدة الى درجة مريعة" في هولندا منذ 2004, مذكرا بشعبية النائب اليميني المتطرف الذي يتبنى خطابا مناهضا للاسلام خيرت فيلدرز.ولكن احمد مركوش يحذر من انه "سيكون هناك المزيد من التوتر". وقد شجع في ضاحيته بناء مسجد تلقى فيه الخطب بالهولندية ويصلي الرجال والنساء معا. واكد ان "المسلمين يخشون خسارة هويتهم, فيما المجتمع الهولندي يخشاهم".