قالت ماجدولين العلمي٬ عضو لجنة تحكيم الدورة الثانية لمهرجان "مالمو" للسينما العربية الذي سيقام في الفترة ما بين 28 أيلول/سبتمبر الجاري وخامس أكتوبر المقبل٬ إن المهرجان فرصة مواتية لمد جسور التواصل بين السينمائيين العرب والتعريف بإبداعاتهم داخل السويد وخارجها٬ وفتح المجال للشباب العرب في المهجر للاطلاع على ثقافة وطنهم الأم٬ من خلال الندوات والعروض المبرمجة. وأوضحت أستاذة التنشيط السينمائي والتواصل٬ التي ستشارك ضمن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة٬ أن مهرجان مالمو أصبح٬ بفضل فعالياته المتنوعة وحجم الأسماء التي يستضيفها٬ واحدا من المناسبات النادرة للتواصل الفني والتبادل الفكري والمهني بين السينمائيين العرب. ولاحظت أن مميزات برمجة هذه الدورة تتمثل في التنويع على مستوى المواضيع والتعددية في الطرح والمعالجة السينمائية والتناول الفني مشيرة إلى مشاركة أفلام حازت على جوائز مميزة في مهرجانات دولية أخرى قبل عرضها في مالمو. وفي معرض حديثها عن أهمية مثل هذه التظاهرات في التفاعل الثقافي والفني والسينمائي بين الشرق والغرب، قالت ماجدولين العلمي "إن رغبتنا في التواصل الحضاري والثقافي هي ما تجعل أهمية تنظيم هذه التظاهرات الثقافية السينمائية حاضرة في أذهاننا وفي برامجنا٬ شرقا أو غربا٬ فالوصول إلى الآخر هو ما يحركنا". وأضافت أن هذه المهرجانات تلعب دورا مهما في محاولة تقريب الثقافات والحضارات "من خلال أفلام تحكي قصص شعوب تختلف عنا أو تحاكي تجاربنا (عادات٬ ثقافات٬ طقوس٬ جماعات٬ ظروف اقتصادية٬ نفسية خاصة..)٬ كما أنها تمكننا من رؤية أفلام نادرة لا يمكن رؤيتها بالقاعات السينمائية حيت ترسم صورا وأنماط عيش مغايرة لما اعتدنا مشاهدته". وأعربت العلمي عن سعادتها للمشاركة في مهرجان يتيح فرصة ثمينة لصانعي الأفلام لطرح إبداعاتهم في مناخ يتسم بالحرية والاحترافية٬ علاوة على مشاركة أسماء وازنة وكبيرة من المنتظر حضورها في هذه التظاهرة من قبيل المخرج السينمائي السوري الكبير نبيل المالح٬ والمخرج العراقي سمير زيدان. وبخصوص تقييمها للمشاركة المغربية في فعاليات مهرجان السينما العربية بمالمو ٬ أعربت العلمي عن ارتياحها لكون الأفلام المغربية المشاركة موزعة على كل فئات المسابقة ٬ حيث يشارك المخرج حسن بن جلون بفيلمه "المنسيون" في فئة الأفلام الروائية الطويلة٬ وفيلم "هن٬ اعترافات ليلية" للمخرجة فردوس آيت لغدير في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة، ويشارك فيلمان في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة٬ هما "سلام غربة" للمخرجة لمياء علامي٬ وفيلم "الأم" لعبد الله زيرات. وترى العلمي أن السينما "لا بد وأن تنمو وتتربى على تربة بلدها أولا وبين حدودها ثم تتطور لتخرج إلى العالمية٬ خصوصا في سياق التحولات الراهنة"، مضيفة أن "المطلوب منا ليس أن نصنع أفلاما للتصدير(بالمفهوم الاستهلاكي)٬ بل يتعين علينا أن نصنع أعمالا محلية بمواصفات عالمية تحاذي وتتفاعل مع ما ينمو في هذا الحراك السينمائي الجديد ابتداء من السيناريو والإخراج٬ إلى آخر ما يمكن الاستعانة به من وسائل وآليات تقنية جد متقدمة". وأبرزت أنه بفضل صندوق الدعم السينمائي٬ أصبح المغرب البلد الإفريقي الأول على مستوى الإنتاج السينمائي رغم ما يشهده من مشاكل في التوزيع٬ علاوة على أن السنوات الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا على السينما المغربية بفضل الترجمة التي تم من خلالها تجاوز عائق اللهجة الذي يواجه المتلقي العربي. وتتكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة من الممثلة يسرا (مصر) والمخرج نبيل المالح (سوريا) والناقد السينمائي ناجح حسن (الأردن)٬ بينما تتكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة من الناقدة السينمائية أمل الجمل (مصر) وأستاذة التنشيط السينمائي والتواصل مجدولين العلمي (المغرب) والمخرج سمير زيدان (العراق/النرويج). ويكرم مهرجان مالمو الممثلين يسرا وليلى علوي ومحمد هنيدي من مصر٬ ونبيل المالح وجمال سليمان من سوريا٬ اعترافا ببصماتهم الواضحة في المشهد السينمائي العربي المعاصر٬ إضافة إلى مساهماتهم في المسلسلات الدرامية الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية. وفضلا عن "المنسيون"٬ يتنافس ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 10 أفلام ٬ هي "الشوق" لخالد الحجر و"سته٬ سبعه٬ تمانيه" لمحمد دياب و"الخروج" لهشام عيساوي من مصر و"هلأ لوين" لنادين لبكي من لبنان و "تاكسي البلد" لجوزيف دانيال من لبنان/الإمارات العربية المتحدة و"الجمعة الأخيرة" ليحيى العبد الله من الأردن/الإمارات العربية المتحدة و "فرق 7 ساعات" لديما عمر من الأردن و "آخر ديسمبر" لمعز كمون من تونس و "الرحيل من بغداد" لقتيبة الجنابي من العراق/الإمارات العربية المتحدة.أجرى الحوار : عزيز المسيح