تشهده مدينة مالمو السويدية من يوم 28 شتنبر إلى غاية 5 أكتوبر، انطلاقة جديدة لمهرجان السينما العربية في دورته الثانية، والتي تهدف من خلال برامجها المتنوعة إلى توثيق صلة التواصل الحضاري والثقافي بين الناطقين باللغة العربية وغيرهم من سكان مالمو. إذ تعرف السويد، اضافة الى انها البوابة الوحيدة إلى أوروبا الغربية، تواجدا للجالية العربية يقدر ب15 بالمائة من سكان المدينة التي يصل تنوعها إلى 175 جنسية. وبالنظر الى البرنامج، فإنه سيُعرض في المسابقة 39 فيلماً عربياً روائياً وتسجيلياً، قصيراً وطويلاً، بحضور مخرجين ومنتجين وشخصياتٍ سينمائية فاعلة في المشهد السينمائي العربي . وتتواجد ضمن لجنة التحكيم للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، مغربية صنعت لنفسها مكانا وحضورا، مكنها أن تحضر إلى جانب المخرج السينمائي السوري نبيل المالح، والفنانة المصرية يسرا، وإلى جانب المخرج العراقي سمير زيدان والإماراتية نايلة الخاجة. إذ تشارك الأستاذة مجدولين العلمي، من المغرب، ضمن اللجنة في فعاليات مهرجان مالمو بالسويد باعتبارها متخصصة في السينما والأدب، ومهتمة بالشأن الثقافي والتواصلي بكل أنواعه. درست الأستاذة مجدولين، صاحبة الابتسامة الدائمة والنظرة المتأملة، في المعهد العالي للفنون المسرحية والتنشيط الثقافي بالرباط وحصلت منه على دبلوم في السينوغرافيا. ثم التحقت بعد ذلك بجامعة ديدرو دينيس في باريس، لتحصل منها على شهادة الدكتوراه في السينما والأدب. كما خاضت عدة دورات تدريبية رفيعة المستوى، أهمها مع التلفزيون الألماني « DW-TV » ومهرجان برلين، فحصلت منه على شهادة إدارة الفعاليات والأحداث من وزارة الثقافة والإعلام الألمانية. وسبق للأستاذة مجدولين أن شاركت في العديد من المهرجانات السينمائية داخل وخارج المغرب. وتقيم حاليا بمدينة سلا المغربية، حيث تُدرّس بالمعهد الذي درست فيه بالرباط. يهتم مهرجان «مالمو» بالسينما والأفلام التي تهم القضايا العربية، إذ تهدف اللجنة المنظمة من خلال المهرجان إلى فتح المجال أمام السينمائيين العرب للتعريف بمنتوجاتهم وإبداعاتهم داخل السويد خصوصا وفي أوربا عموما. إذ تمكن هذه الدورة الشباب العرب في بلاد المهجر أن يكتشفوا ثقافة وطنهم الأم، وذلك من خلال فتح النقاش وتبادل الآراء حول ما سيتم عرضه. وموازاة مع عروض الأفلام، فبرنامج المهرجان حافل باللقاءات التواصلية المباشرة مع الجمهور والورشات الخاصة بالسينمائيين حول السيناريو والتمثيل وكذلك صناعة الأفلام. حيث ستقام ندوتين تتمحور إحداهما عن «سينما الأطفال والشباب» والثانية عن «المشاهد الحميمة في السينما العربية». الشيء الذي قد يثير لدى المتلقي العربي حسا ورغبة في سبر ثقافة عاداته وتراثه. وستختتم فعاليات المهرجان بتكريم بعض الفنانين العرب الى جانب جوائز "الآيل الذهبي" الخاصة بمسابقة الأفلام. ورجوعا الى المغربية مجدولين، وبحكم تجربتها في مجال التواصل واحتكاكها بجهابذة الميديا والصورة السينمائية، فإنها تعتبر أن السينما العربية في طريقها إلى التقدم، ما دامت مثل هذه المهرجانات تقام على أرض تتعدد داخلها جنسيات العالم. وهذا مثال، حسب نظرها، جوهري ومقصدي لمسألة وعي السينما من وعي العالم، فكلما حاول الإنسان إظهار صورة أو وسيلة للتواصل واهتم بالمحافظة عليها لجذب الآخر كلما اتسعت معارفه وطوّر مدركاته وهو على نفس الجسر، إلى ان يَكتنِهَهُ الآخر. لا سيما داخل بيئة متنوعة الأجناس. تجدر الإشارة إلى أن المغرب يشكل حضورا في مسابقة المهرجان في كل فئاته. حيث يشارك المخرج حسن بن جلون بفيلمه «المنسيّون» في فئة الأفلام الروائية الطويلة. ويشارك فيلم «هنّ، إعترافات ليلية» للمخرجة فردوس آيت لغدير في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة. إضافة إلى مشاركة فيلمان في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة؛ هما "سلام غربة" للمخرجة لمياء علامي، وفيلم "الأم" لعبد الله زيرات.