يجتاح العالم في هذه الأيام مرض فتاك، قالت مصادر طبية وإعلامية إنه بمواصفات وأعراض داء فقدان المناعة المكتسبة المعروف اختصارا ب"الإيدز" أو "السيدا". ووفق ذات المصادر فإن هذا المرض الفتاك مصدره من آسيا وأن الفريق الذي توصل إلى اكتشافه يتكون من باحثين من التايلاند وآخرين من التايوان إضافة إلى باحثين وأطباء أمريكيين، لم يجد لحد الآن من اسم يطلقه عليه إلا أن نتائج أعراضه وفق التحاليل والتجارب الأولية التي أجراها مختبر "ميريلاند" الأمريكي للأمراض التعفنية المتنقلة جاءت متطابقة جدا مع أعراض داء فقدان المناعة المكتسبة بشكل كبير. المرض المذكور، كما أشارت إليه المصادر ناتج عن فقدان المناعة لدى الإنسان بدرجات مرتفعة يصاحبها فقدان مضاد حيوي عضوي بجسم الإنسان، وظيفته حكاية الإنسان من العديد من الأمراض والأوبئة، في مقدمتها الالتهاب الكبدي الفيروسي بدرجاته الثلاثة والمعروف طبيا ب" الإيباتيت A وB ثم C"، وأمراض طفيلية فتاكة إضافة إلى الاختلالات الوظيفية المؤدية إلى الأورام السرطانية. وقد تم ضبط حالات منه يعاني منها مواطنون تايلانديون في الخمسينيات من أعمارهم أجريت عليهم تحليلات طبية ومختبريه، أفضت نتائجها إلى كون أعراض هذا المرض ومواصفاته البكتيرية والبيولوجية شبيهة جدا بمواصفات وأعراض داء فقدان المناعة المكتسبة. وذكرت المصادر ذاتها، أن هذا الوباء سيزيد من معاناة الشعوب والبلدان تزامنا مع الأزمة المالية والاقتصادية المتفشية خصوصا أن الأبحاث الأولية أكدت أن التوصل إلى المضادات الدوائية ستتطلب الكثير من البحث كما أن أساليب محاربته ستكون مكلفة جدا، علما أن فرضيات احتمال العدوى عن طريق انتقاله ترفع درجة القلق من خطورته. وفي انتظار نجاح اكتشاف هذه الأساليب المضادة تم التنبيه إلى خطورة هذا الوباء كما تم توقع حصده للعديد من الأرواح شأنه شأن داء فقدان المناعة الذي حصد منذ اكتشافه العديد من الضحايا في إفريقيا وأوروبا وأمريكا. وكان مرض السيّدا ظهر في يونيو 1981 في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأول من أصيب بهذا المرض مواطن أمريكي"، وحسب المختصين في الفيروسات أنّ الإيدز ظهر قبل 1981 ولكن خطورته لم تظهر بشكل كبير في المجتمعات. وقد انتقل مرض السيدا إلى الإنسان عن طريق الحيوان وبالضبط من القِردة، حيث تقول بعض المصادر بأنّّ هناك قِردة كانت تعيش في وسط إفريقيا، هاجمت ذات مرة سكان القرى وهي حاملة للفيروس. مما جعل أهل هذه القرى يصابون بالفيروس ويحملونه معهم على منطقة الكارييب والولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا. واكتشف فيروس مرض السيدا سنة 1983م من طرف ثلاث علماء في الطب وهم : مونتاقير وباري وسينوزي، وذلك بمساعدة معهد باستور للبحوث، وقد تمكن العالم روبرت كالو سنة 1984م من اكتشاف الخلايا المصابة بالإيدز، ووجود سوائل جسم الإنسان كالدّم والحيوانات المنوية واللعاب، وأنّ المرض لا ينتقل إلى شخص آخر عن طريق مجالسته أو التحدث معه، وإنّما يمتد عن طريق السّوائل.محمد عفري