قامت الجزائر بإغراق المساجد الأوربية بأئمتها في محاولة منها لمنافسة المغرب في تأطير الجالية المسلمة في أوروبا خصوصا في فرنسا، حيث تحاول الجزائر أن تأخذ من المغرب الزعامة الدينية على بعض المساجد باعتبار المغرب السباق إلى إرسال أئمة كل سنة إلى أوربا للإشراف على المساجد هناك. يأتي هذا في الوقت الذي تفضل فيه الجالية العربية بالخارج الأئمة المغاربة بسبب اعتدالهم عكس الأئمة الجزائريين، حيث أفادت مصادر من الجالية المغربية بفرنسا أن المساجد التي يشرف عليها المغاربة في فرنسا تعرف ازدحاما كبيرا بالمصلين عكس المساجد التي يشرف عليها الأئمة والجزائريين، ويضيف المصدر ذاته أنه حتى الجالية الجزائرية نفسها تفضل الأئمة المغاربة. هذا وقد استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أول أيام رمضان في فرنسا، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي، في إطار محادثاته مع السلطات الدينية، حسب ما أعلن عنه المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يعد أعلى هيئة تمثيلية للمسلمين في فرنسا. وبعدما نوه بإرادة الرئيس الفرنسي الجديد "ضمان أن يتم التعامل مع الإسلام بوصفه عنصرا من المجال الروحي لفرنسا، وليس قضية سياسية أو جدلية"، استعرض موسوي كافة الخطوات التي اتخذت منذ عام 2008، بهدف إصلاح المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية و"تمكين كافة مكوناته من المساهمة في خدمة الديانة الإسلامية في فرنسا". وأبرز بلاغ للمجلس أن الرئيس فرانسوا هولاند جدد، بهذه المناسبة، الإعراب عن "أمل السلطات العمومية في استمرار هذه الخطوات التي من شأنها الوصول إلى هيكلة ستضمن للهيئة التي تمثل الديانة الإسلامية أداء مهمتها بحكمة بشراكة مع مختلف المكونات الإسلامية في فرنسا". وخلال هذه المحادثات، أبرز رئيس المجلس أيضا الدور الهام لمؤسسة الأعمال الخيرية الإسلامية بفرنسا التي تأسست عام 2005 لإيجاد أجوبة على مشكلة تمويل الديانة الإسلامية". وشدد موسوي، على الخصوص، على أهمية هذه الهيئة التي تمثل الديانة الإسلامية "لتستفيد من المساعدة ودعم السلطات العمومية وتمكنها، في احترام لمبدإ العلمانية، من تنفيذ مهمتها في مختلف الملفات مثل بناء أماكن العبادة، وتكوين الأطر الدينية (الأئمة)". وجدد التأكيد، من جانب آخر، على إرادة مسلمي فرنسا تعزيز علاقاتهم الأخوية مع مختلف مواطنيهم.