يضع حزب الاستقلال اللمسات الأخيرة على الترتيبات والاستعدادات الفنية واللوجستيكية لانطلاق مؤتمره السادس عشر الذي تبدأ أشغاله غدا الجمعة بالرباط وسط تأكيدات٬ من داخل الحزب وخارجه٬ على أهمية هذه اللحظة السياسية الفارقة في مسار الحزب. ونقل القيادي في الحزب نور الدين مضيان أجواء ما اعتبره "عملا دؤوبا" تحولت معه اللجان المتفرعة عن اللجنة التحضيرية إلى "خلايا نحل" لا تهدأ٬ وذلك بعد نجاح المؤتمرات الإقليمية٬ على امتداد التراب الوطني٬ في عقد 83 مؤتمرا إقليميا. ويعلق الاستقلاليون آمالا عريضة على هذا المؤتمر٬ الذي ينعقد في ظرفية وطنية خاصة٬ إذ اعتبرته جريدة (العلم)٬ الناطقة باسم الحزب٬ "محطة تاريخية حاسمة وفاصلة٬ ليس في تاريخ الحزب فحسب٬ وإنما في تاريخ المغرب المعاصر". وكتبت الجريدة على صدر صفحتها الأولى٬ في عدد أمس الأربعاء٬ إن المؤتمر "وقفة على طريق طويلة تقطعها مسيرة الإصلاح الديمقراطي في بلادنا٬ للتأمل والمراجعة٬ ولتصحيح المسار٬ ولتقوية إرادة العمل الوطني المشترك". وفي هذا الصدد٬ يعتبر القيادي في حزب الاستقلال محمد الأنصاري٬ في تصريح مماثل٬ أن المؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال ينعقد في ظل ظرفية خاصة تتسم بإخراج قانون جديد للأحزاب وإقرار دستور جديد٬ وهو ما يدعو الحزب إلى أن" يتلاءم" مع هذه الأوضاع الجديدة. وقال إنه لا بد من الحرص على تنزيل الدستور الجديد٬ مذكرا بأن المؤتمرات الإقليمية "مرت في ظروف جيدة" وبأن اللجان المتفرعة عن اللجنة التحضيرية الأربعة عشر أعدت أوراقا ستعرض على المؤتمر ليتداول بشأنها. ويحرص حزب الاستقلال منذ مؤتمره الثالث عشر الذي انعقد سنة 1998 على الانتظام في عقد مؤتمراته٬ (ثلاثة مؤتمرات عامة في ظرف 12 سنة)٬ وهو ما يؤشر٬ وفق مهتمين٬ على بداية مرحلة في حياة الحزب عنوانها تعزيز أدائه السياسي والتنظيمي. وقال مضيان إن المؤتمرين سيسعون إلى تحقيق غايات محورية٬ لا غنى عنها٬ من قبيل " تجديد الفكر الاستقلالي وتجديد النخب والتوجه نحو المستقبل"٬ مؤكدا أن هذه المحطة الحزبية الجديدة "استثنائية بامتياز". وفي سياق متصل٬ تستأثر مؤسسة "الأمانة العامة" لحزب الاستقلال باهتمام حزبي خاص كما تثير نقاشات واسعة٬ يصل صداها٬ أحيانا٬ إلى وسائل الإعلام٬ غير أن هذا الجدل ينتهي٬ في غالب الأحيان٬ عند "حدود ما يمس وحدة وقوة حزب الاستقلال" بتعبير عضو اللجنة المركزية للحزب عبد المجيد الكوهن. وتأكد لحدود الآن خبر تقديم قياديين في حزب الاستقلال ترشيحهما لمنصب الأمين العام (السيدان عبد الواحد الفاسي وحميد شباط) في سابقة من نوعها٬ إذ جرت العادة٬ في مؤتمرات الحزب٬ أن يتم تقديم الترشيحات "داخل القاعة". ولا يرى الأنصاري مانعا في الإعلان القبلي عن الترشيح٬ ما دام الحزب "خرج من الزعامات ودخل عهد الشفافية والديمقراطية والوضوح"٬ فيما يعتبر السيد مضيان أن الحزب " كان دائما ديمقراطيا مع نفسه ولا يقف في طريق أي رغبة في الترشيخ"٬ غير أنه أكد أن الحزب "غالبا ما يسعى٬ حفاظا على وحدته وتماسكه إلى تقديم إسم يحظى بالإجماع.