انتقلت عدوى الصراع على الأمانة العامة لحزب الاستقلال بين جناحي حميد شباط وعبد الواحد الفاسي إلى الفروع الحزبية والأقاليم، التي ستشهد، ابتداء من نهاية الأسبوع الجاري، انطلاق عقد المؤتمرات الإقليمية لانتداب المؤتمرين، الذين سيختارون أمينهم العام الجديد، خلفا لعباس الفاسي، الذي سيغادر منصبه في يوليوز المقبل. وعلمت "المغربية"، من قيادي في حزب الاستقلال، أن الأجنحة النافذة في الحزب، التي تتصارع في ما بينها على خلافة عباس الفاسي، نقلت صراعها إلى الفروع الحزبية في الأقاليم، بهدف تعبئة واستقطاب الاستقلاليين، الذين سيشرعون في عقد مؤتمراتهم الإقليمية الأحد المقبل، على أن تنتهي في 17 يونيو المقبل. وأبرز المصدر أن أعين أنصار شباط وأنصار عبد الواحد الفاسي مركزة أكثر على الاستقلاليين المنتدبين كمؤتمرين في المؤتمر الوطني السادس عشر. وأكد مصدر "المغربية" أن الصراع حول الزعامة بات هو الشغل الشاغل لأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، ولأعضاء اللجنة التحضيرية، ولأعضاء المجلس الوطني، بعد أن تمكن أعضاء اللجنة التحضيرية من إنجاز مشاريع الأوراق التي ستشكل أرضية للنقاش على الصعيد الإقليمي، وعلى ضوئها سينتدب المؤتمرون، مشيرا إلى أن رئيس اللجنة التحضيرية، أحمد توفيق احجيرة، ورؤساء اللجان المتفرعة عن اللجنة التحضيرية، تمكنوا من صياغة الأرضية، التي ستبعث بها اللجنة التنفيذية للحزب، بعد الاطلاع والموافقة عليها، للمؤتمرات الإقليمية، لتطوير النقاش حول أوراق المؤتمر. وعلمت "المغربية" أن الأرضية تتضمن خلاصات تقارير مختلف اللجان، وستشكل الإطار العام للأهداف ومجموعة من الانشغالات، التي عبر عنها الاستقلاليون، مرفوقة بتصورات أجوبة كما يراها الحزب، انطلاقا من مرجعيته المستندة لفكر الزعيم الراحل علال الفاسي، ومن داخل إنجازات الحزب أثناء تدبيره للشأن الحكومي. يذكر أن المؤتمر الوطني السادس عشر لحزب الاستقلال سيعقد أيام 29 و30 يونيو وفاتح يوليوز، وسيحسم في الصراع الدائر بين جناح شباط، الذي يضم العديد من القياديين، أبرزهم حمدي ولد الرشيد، والعبادلة ماء العينين، وعبد القادر الكيحل، الذي يعتزم تقديم ترشيح عادل الدويري لخلافة عباس الفاسي في المؤتمر، وبين جناح "الفاسيين"، الذي يتزعمه عباس الفاسي، ويقدم نجل علال الفاسي، عبد الواحد الفاسي، مرشحا لمنصب الأمانة العامة.