أكد السيد خالد الناصري, وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة, أن مشاركة الوفد المغربي في الدورة الرابعة ل "الأيام الأوربية للتنمية" باستكهولم, مكنت من تقديم وجهة نظر المغرب بخصوص عدد من القضايا الهامة, كالمواطنة والتنمية والأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة والتغيرات المناخية. وقال السيد الناصري, الذي مثل المغرب في هذا الملتقى الذي أنهى أشغاله السبت, أن مناقشة الموضوع الأول "المواطنة والتنمية", تم من خلال مجموعة من التجليات في مقدمتها الحكامة الجيدة, التي ركزت كثير من المداخلات على تناولها من حيث تصريفها عبر المؤسسات الديمقراطية, والممارسة الديمقراطية بشكل عام, والتقيد بحقوق الإنسان. وأضاف الوزير أن "المغرب الذي قطع أشواطا كبيرة في هذا المجال, يمكنه أن يتعامل مع كل هذه القضايا بضمير مرتاح وبقدرة على الارتكاز على تجربة هامة جدا". كما لم يفت المغرب- يضيف السيد خالد الناصري- أن يدلي بوجهة نظره أيضا في موضوع الأزمة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على الاقتصاديات الهشة, خاصة في الدول الإفريقية بارتباط مع موضوع المساعدة الأوربية لإفريقيا. واستأثر هذا الموضوع بنقاش هام جدا تمحور حول مشروطية الدعم والمساعدة الأوربية لإفريقيا,, هل يجب أولا أن تقطع إفريقيا أشواطا كبيرة في مجال الديمقراطية قبل أن تستفيد من الدعم, أم هل يجب أن يكون الدعم موازيا للجهود التي على إفريقيا أن تبذلها في هذا المجال. وذكر السيد الناصري, بخصوص موضوع التغيرات المناخية, الذي شكل أحد المحاور الرئيسية للملتقى, بالرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس, إلى الملتقى الدولي حول التغيرات المناخية الذي انعقد الأسبوع المنصرم في الرباط. وأضاف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أن الرسالة الملكية أبرزت تعامل المغرب المتقدم والصريح مع هذا الموضوع, الذي قد يصبح إشكاليا في المستقبل, خاصة بالنسبة للدول النامية التي لا يد لها في تدهور الأوضاع المناخيةوأجرى السيد خالد الناصري, خلال أشغال الدورة الرابعة ل`"الأيام الأوربية للتنمية", سلسلة من اللقاءات مع عدد من رؤساء الوفود والحكومات والوزراء المشاركين. وهكذا أجرى السيد الناصري مباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى, والوزير الأول الكيني السيد أودينغا غايلا, والوزيرة الأولى لبنغلادش السيدة واجد حسينة, ووزير الإدارة الترابية لجمهورية بينين. واجتمع, أيضا, بالسيدة هوغيت لابيل, رئيسة المجلس الإداري لمنظمة الشفافية الدولية (ترانسبارنسي إنترناسيونال), كما كان قد استقبل من طرف صاحبة السمو الأميرة فكتوريا, ولية عهد مملكة السويد, دوقة فسترغوتلاند. وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إنه لمس خلال كل هذه اللقاءات السمعة الطيبة والإيجابية, إلى حد كبير, التي يحظى بها المغرب. يشار إلى أنه إضافة إلى القضايا الكبرى, ناقش الملتقى, أيضا, جملة من المواضيع منها الدعم الأوربي والتجارة والقطاع الخاص والتنمية القروية, وتعزيز القدرات القانونية للفقراء. كما ناقش العلاقات الأوربية الإفريقية, حيث اعتبر المشاركون أن القارتين لا تفصلهما, عبر جبل طارق, سوى مسافة 13 كلم, مشيرين إلى أن هذا القرب لا ينحصر فقط في بعده الجغرافي, ولكن يشمل أيضا الأبعاد التاريخية والثقافية التي تجعل أمام أوربا وإفريقيا مصيرا مشتركا. وجاء في أحد وثائق الملتقى أن الاتحاد الأوربي يعتبر المصدر الأول للمساعدات في اتجاه إفريقيا بنسبة 56 في المائة من المساعدة الدولية في مجال التنمية, حيث تحصل إفريقيا على حوالي 25 مليار أورو سنويا من اللجنة الأوربية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي, الذي يعتبر أكبر شريك تجاري لإفريقيا ب 68 في المائة من الاستثمارات المباشرة الأجنبية..