تحولت الرباط منذ مساء الجمعة الماضي إلى مدينة متحركة، تهتز على إيقاعات مهرجان موازين الذي ينظم هذا العام نسخته 11، وشهدت العاصمة منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة تقاطر الآلاف من الجماهير المغربية والسياح الأجانب الذين تابعوا مجموعة من السهرات الفنية التي أحياها نجوم غناء عربا وعالميين، وتحدث شهود عيان عن حالة استنفار واسعة عرفتها كثير من شوارع المدينة بفعل توافد أعداد كبيرة من المواطنين حيث تم منع حركة المرور في عدد من الشوارع القريبة من منصات العرض، وقال مغاربة تابعوا حفلات المهرجان بمنصة السويسي، إنهم اضطروا إلى قطع مسافة كبيرة مشيا على الأقدام بعدما تعذر عليهم الاقتراب بسياراتهم من مكان العرض بسبب الازدحام الكبير، الذي عرفته هذه الشوارع. وعرفت حركة التنقل نحو مدينة الرباط نشاطا كبيرا حيث قررت إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية إضافة خط استثنائي لتلبية طلبات ضيوف المهرجان، كما مكن هذا الحادث من الزيادة في حركة التنقل خاصة بالليل، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد سيارات الأجرة من مختلف الأصناف العاملة في الليل إضافة إلى استنفار "الخطافة"، وعرفت كثير من الشوارع الرئيسية حالة ازدحام خصوصا بشارع محمد الخامس القريب من مسرح محمد الخامس حيث قدمت "غلوريا غاينور"٬ أمام جمهور حاشد٬ وشخصيات حكومية وسياسية ورموز فنية ورياضية وإعلامية٬ نخبة من أنجح أغانيها في موسيقى البوب والجاز. من جهة أخرى، توقع مهتمون أن يساهم المهرجان طيلة أيام العرض في تنشيط الحركة التجارية في العاصمة الرباط وكذا في مدينة سلا والمدن القريبة، موضحين أن عددا من السياح الأجانب تقاطروا على العاصمة من أجل متابعة عدد من النجوم العالميين، وهو الأمر الذي أكد على الدور الريادي الذي يقوم به المهرجان في التعريف بالمنتوج السياحي المغربي. وتشهد 8 منصات ثابتة سلسلة من الأمسيات الغنائية والموسيقية٬ التي تحييها نخبة من أبرز الفنانين المغاربة والعرب والعالميين٬ على فضاءات متعددة بالرباطوسلا، وقد افتتحت حفلات البرمجة العربية٬ مساء الجمعة في منصة النهضة٬ بسهرة أحيتها الفنانة المغربية كريمة الصقلي واللبناني مروان خوري٬ كما تستقبل المنصة نخبة من ألمع نجوم الغناء العربي٬ خصوصا في الشرق٬ من قبيل يارا ونانسي عجرم التي يتوقع أن يتابع حفلها ما يقارب 200 ألف متفرج٬ وفضل شاكر وعبد الله الرويشد وهاني شاكر ومحمد حماقي وملحم زين وأنغام وأصالة وليلى غفران٬ على أن تختتم الحفلات العربية بسهرة يحييها الفنان اللبناني وائل كفوري. وعلى منصة السويسي٬ ينتظر تدفق جماهير حاشدة لمتابعة نجومها المفضلين في عالم الأغنية الغربية٬ في مقدمتهم النجمة الأمريكية ماريا كاري وبيتبول التي أحيت حفلا يوم الجمعة الماضي تابعه قرابة 300 ألف شخص إضافة إلى الفنان جيمي كليف، وقالت مصادر مهتمة، إن هذه الحفلات ينتظر أن يتم بثها على مجموعة من القنوات العالمية، كما أن المهرجان تم تناقل أخباره بين كثير من المواقع العربية والدولية، وهو ما ساهم في إشعاعه الثقافي والسياحي . وكان جمهور منصة النهضة على موعد مع الفنانة نعيمة سميح والفنانة ليلى غفران٬ في عودة الى الساحة المغربية بعد غياب طويل، وعلى منصة سلا٬ يحيي محمود الإدريسي اليوم الإثنين سهرة فنية يرافقه فيها حاتم إدار وآمال عبد القادر وإيمان الوادي. وتحتضن قاعة باحنيني سهرة للموسيقى الحسانية وأخرى للثنائي عائشة الواعد والمهدي عبدو٬ بينما يواصل المهرجان فسح المجال أمام الجيل الجديد في الموسيقى المغربية٬ حيث يؤدي الشباب الفائز في المسابقات الموسيقية عروضهم على منصة شاطئ سلا٬ ويتعلق الأمر بدنيا باطما وأسامة بسطاوي وعزيز بوحدادة ولمياء الزايدي. وتتطلع جمعية "مغرب الثقافات"، التي تنظم المهرجان، إلى تجديد صلة الجمهور المغربي بأبرز الأسماء الفنية الوطنية والعربية والعالمية، التي تمثل تيارات وألوان مختلفة في المشهد الموسيقي. وتم اتخاذ جميع الاستعدادات اللوجستيكية لاستقبال حفلات الدورة، سواء على مستوى المنصات الأربع الرئيسية وهي النهضة والسويسي وأبي رقراق وسلا، أو المنصات المحدودة الولوج ويتعلق الأمر بمسرح محمد الخامس وفضاء شالة وقاعة با حنيني، فضلا عن الشوارع وفضاءات الأنشطة الثقافية الموازية. وباعتباره فضاء للنقاش وتبادل الآراء. وقد عرف المهرجان تنظيم مائدة مستديرة أول أمس السبت حول موضوع 'الصناعة الموسيقية بالمغرب : حقائق وتطلعات"، حيث تركز النقاش حول وضعية الصناعة الموسيقية المغربية، وماذا يجب عليها أن تتعلمه من النماذج الأخرى؟، وتم خلال هذا اللقاء إلقاء نظرة تأملية على وضعية الموسيقى بالمغرب، وهو النقاش الذي سيره الباحث في الموسيقى الأستاذ أحمد عيدون والذي جمع العديد من مهنيي القطاع، خصوصا المغني والموسيقي عصام كمال، عضو مجموعة "مازاكان" والمغني والموسيقي الكاميروني لودوفيك جورد نجو مبول. كما توقفت هذه المائدة المستديرة عند وضعية الصناعة الموسيقية بالمملكة والصعوبات التي يعاني منها القطاع خصوصا ظاهرة القرصنة والنقص الكبير في الإمكانيات، ومن المنتظر تنظيم ندوة ثانية يوم الأربعاء المقبل حول الثقافة.. رفاهية أم ضرورة؟، والتي ينتظر أن تقارب موضوع "الثقافة، رفاهية أم ضرورة؟".