يعاني أكثر من ثلثي العاطلين المغاربة المتراوحة أعمارهم مابين 15 و29 سنة من تدني المستوى الثقافي وتدني مستوى التكوين فيما يواجه ثلث المغاربة النشيطين الإقصاء من سوق الشغل . وكشف البنك الدولي في تقرير له عن الشغل والبطالة لدى فئة الشباب بالمغرب على أن ثمانين في المائة(80%) من هده الفئة العمرية من العاطلين المغاربة يعانون من ضعف مستوى الثقافة والتكوين، مؤكدا على أن نسبة الذين بمقدورهم الانخراط في منظومة الشغل من الطبقة النشيطة يتحددون في طبقة أصحاب مستوى التعليم العالي جدا. كما كشفت دراسة عن نفس التقرير تفيد أن ثلاثين في المائة (30%) من الساكنة الإجمالية للمغرب تعتبر مقصية من سوق الشغل، وهو ما يعني أن ثلث المغاربة يواجهون الإقصاء من سوق الشغل و بالتالي يواجهون آفة البطالة. وبلغة الأرقام، وحسب نفس الدراسة / التقرير الذي من المفروض أن يكون تم تقديمه أمس الاثنين بالرباط ،كما أشارت إلى ذلك الزميلة "ليكونوميست"، فإنه في سنة 2010 تم تسجيل 90% من فئة العنصر النسوي المتراوحة أعمارهن مابين 15 و29 سنة ، 40 في المائة من الذكور لم يتابعوا تكوينا مهنيا يوجدون إما في عطالة تامة عن الشغل أو أنهم يواجهون الإقصاء و التهميش من سوق الشغل. وذكرت مصادر متطابقة أن تقرير البنك الدولي حول تشغيل الشباب بالمغرب، الذي يحمل عنوان" فرص الشغل ومشاركة الشباب" يقترح خارطة طريق على المسؤولين المغاربة لمعالجة آفة البطالة و الإقصاء من سوق الشغل التي تجتاح الفئة العمرية المحددة مابين 15 و 23-9 سنة ،كما يشدد على اعتبار أن المرحلة أصبحت حاسمة لحوار جدي مع هده الفئة النشيطة التي تشكل عماد البلاد. من جانب اخر، حدد البنك الدولي في تقريره لسنة 2010العاطلين الشباب بالمغرب في أكثر من فئة، أهمها الفئة التي لايتجاوز مستواها التعليمي الشهادة الابتدائية أو السنوات الأولى من التعليم الإعدادي وبالكاد، وهي الفئة التي تشكل نسبة ثمانين بالمائة. وحسب نفس المصدر فإن العاطلين دوي المستوى التعليمي العالي خريجي الجامعات والمعاهد العليا لا يشكلون إلا نسبة 4.7 في المائة من إجمالي العاطلين في الوقت الذي تشكل فيه فئة العاطلين من دون تعليم ، أي غير الممدرسين ، نسبة تقارب العشرين في المائة (19.3% )، أما فئة العاطلين الذين يتوفرون على تعليم من المستوى الإعدادي فتصل نسبتهم إلى 28.8 في المائة في الوقت الذي تصل فيه نسبة العاطلين الحاصلين على مستوى تعليمي ثانوي إلى 16.3في المائة. وحسب خلاصات تقرير البنك الدولي المذكور حول تشغيل الشباب في المغرب،فإن نسب النمو الاقتصادي التي حققها المغرب في العقد الاخير قبل بداية تفشي الأزمة المالية والاقتصادية العالمية بداية تداعياتها عليه في السنوات الثلاثة الأخيرة لم تكن في صالح فئة الشباب المغاربة لولوج عالم الشغل.محمد عفري