قال مسؤولون أمريكيون، إن كشف مخطط لتفجير طائرة ركاب باستخدام عبوة ناسفة متطورة أطلق عليها اسم "قنبلة الملابس الداخلية" يظهر عزم الإرهابيين على صنع قنابل يمكن أن تجتاز أجهزة الامن في المطارات. وذكرت الادارة الامريكية الإثنين، أن أجهزة في منطقة الشرق الاوسط ضبطت في الآونة الأخيرة هذه العبوة المتطورة التي يصعب رصدها، وأنه يعتقد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا كان يعتزم اعطاءها لمهاجم انتحاري لتفجير طائرة ركاب متجهة الى الولاياتالمتحدة أو بلد غربي اخر. وقال المسؤولون الأمريكيون لرويترز إنه تم ضبط العبوة خلال العشرة أيام الماضية وإنه تم كشف المخطط في مراحله الاولى ولم يحدث أن كانت أي طائرة أمريكية معرضة للخطر. الا أن المخطط يظهر أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مازال عازما على مهاجمة الولاياتالمتحدة أو حلفاء لها وأنه يعكف على تطوير أسلحته وتكتيكاته. وقال أحد المسؤولين، إن العبوة الناسفة بدت مشابهة لتلك التي يصنعها المتشدد السعودي الهارب ابراهيم حسن العسيري الذي تعتقد مصادر أمريكية أنه صانع قنابل يعمل مع القاعدة في جزيرة العرب. وذكر المسؤولون أن تصميم القنبلة كان أكثر تطورا الى حد ما من تصميم القنبلة التي استخدمت في محاولتي هجوم عام 2009 . وفي المحاولة الاولى سعى رجل يحمل قنبلة مخبأة في ملابسه الداخلية لمهاجمة الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية. ولقي المهاجم حتفه في المحاولة لكن الامير محمد نجا. وفي يوم عيد الميلاد من ذلك العام حاول عمر الفاروق عبد المطلب وهو متشدد ولد في نيجيريا وقضى فترة من حياته باليمن تفجير قنبلة حيكت في ملابسه الداخليه حين بدأت الطائرة التي تقله من هولندا الى ديترويت في الهبوط بالمجال الجوي الأمريكي. واشتعلت النار في العبوة الناسفة لكن المادة المتفجرة لم تنفجر. وتمكن بعض الركاب من السيطرة على عبد المطلب وسجنته السلطات الامريكية. وقال مسؤول ان العبوة التي ضبطت أخيرا كانت مزودة بالية متطورة لضمان انفجار الشحنة المتفجرة. وأضاف "التحليل المبدئي لهذه العبوة يظهر أن بها اختلافات واضحة عن العبوة التي استخدمت في هجوم عيد الميلاد رغم أوجه التشابه الكثيرة بينهما. من الواضح أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يطور أساليبه التفجيرية لمحاولة تجنب أسباب فشل محاولة 2009. والعبوة الاخيرة لم تكن معدنية مثلها مثل القنبلتين اللتين استخدمتا في المحاولتين السابقتين. وقالت السناتور ديان فاينستاين رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الامريكي "أهنئ وكالة المخابرات المركزية على إحباط هذه المؤامرة التي حاكها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لتدمير طائرة ركاب متجهة للولايات المتحدة باستخدام نوع محدد من القنابل ذي تصميم جديد ويصعب جدا أن تكشفه أجهزة الرصد المغناطيسي. وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون ان المؤامرة الأخيرة تجيء في اطار الجهود المتكررة من جانب القاعدة في جزيرة العرب لتصميم قنابل يمكن أن تجتاز أمن المطارات. وقال مسؤول أمريكي كبير، إن الجماعة ربما تسعى لشن هجوم بعد العملية الامريكية التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيم القاعدة في جزيرة العرب أنور العولقي. وذكرت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الامن القومي أنه تم ابلاغ الرئيس الامريكي باراك أوباما بالمخطط في ابريل نيسان وأنه كان يجري اطلاعه على التطورات أولا بأول. وأحجم المسؤولون الامريكيون عن الاعلان عن مكان ضبط القنبلة أو الجهة التي ضبطتها لكنهم أشاروا الى أنها ضبطت اما داخل اليمن أو في بلد قريب. وأكد عدة مسؤولين أن القنبلة لم تحمل على متن أي طائرة. وقال مسؤول أمريكي كبير "أحبطنا هذه المؤامرة قبل أن تشكل أي تهديد للولايات المتحدة". وأضاف "نعتقد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو الذي أنتج القنبلة وأنه كان من المزمع أن يستخدمها مفجر انتحاري على متن طائرة. ومضى قائلا ان القاعدة في جزيرة العرب مازالت تعتزم "ضرب أهداف في اليمن والسعودية وعلى أرض الوطن "أمريكا" وفي أوروبا. وقال مكتب التحقيقات الاتحادي انه بالتعاون مع أجهزة أمنية واستخباراتية في الخارج "أمكن ضبط عبوة ناسفة بالخارج كانت ستستخدم في تنفيذ هجوم ارهابي. والعبوة الناسفة الان بحوزة مكتب التحقيقات الاتحادي حيث يقوم بتحليلها من الناحية الفنية والجنائية. وقال مسؤولون أمريكيون ان القاعدة في جزيرة العرب تعمل على تصميم عبوات ناسفة يمكن زرعها في أجساد انتحاريين وان هناك أطباء مستعدون لاجراء مثل هذه العمليات الجراحية.من مارك هوزنبول وتبسم زكريا إعداد أمل أبو السعود - تحرير أميرة فهمي