تم مؤخرا إعادة فتح ابواب الهيئة العلمية لجامع الزيتونة العتيق بتونس العاصمة٬ تنفيذا لحكم قضائي صدر الشهر الماضي عن إحدى المحاكم التونسية بعد أن ظل مغلقا لعدة عقود. وبذلك تسترجع هذه الجامعة الاسلامية العريقة دورها التقليدي في تلقين العلوم الشرعية ونشر الإسلام الوسطي المعتدل . وتعتبر الزيتونة إحدى أقدم الجامعات في العالم الإسلامي وأقدم المساجد في تونس بعد مسجد عقبة بن نافع بمدينة القيروان٬ إذ يعود تاريخ إنشائها حسب بعض المؤرخين إلى نحو 1300 سنة. ومن بين الشخصيات العلمية البارزة التي نهلت العلم من جامعة الزيتونة٬ التي قرر الرئيس التونسي الراحل ٬ الحبيب بورقيبة٬ إغلاقها في ستينات القرن الماضي٬ العلامة التونسي٬ الشيخ الطاهر بن عاشور ومواطنه المفكر الاسلامي الطاهر الحداد وعالم الاجتماع والمؤرخ والفيلسوف ٬ العلامة عبد الرحمن ابن خلدون . وكان ممثلو جمعية قدماء جامع الزيتونة والمركز المغاربي للوحدة والتنمية والجمعية التونسية للمحافظة على المساجد قد رفعوا دعوى استعجالية أمام المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة ٬ التي حكمت بإعادة فتح الهيئة العلمية لجامع الزيتونة٬ وجرى الافتتاح في حفل رسمي وشعبي. وأعلنت مصادر بوزارة الشؤون الدينية التونسية أنه يجري حاليا اتخاذ الترتيبات اللازمة لعودة الدراسة بهذه المؤسسة على أسس عصرية٬ حيث يتم حاليا تسجيل الطلبة الراغبين في متابعة دراستهم بها ٬ مشيرة إلى أن العلوم الشرعية وأصول المنطق والسيرة النبوية ستكون إحدى المواد التي سيتم تدريسها.