تعاون أمني مغربي-إسباني يفضي إلى تفكيك خلية إرهابية تنشط شمال المغرب وإسبانيا    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ في زيارة تاريخية للمغرب    تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني            تراجع معدل التصخم في المغرب إلى 0.7%    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    انهيار سقف مبنى يرسل 5 أشخاص لمستعجلات فاس    مكناس.. رصاص تحذيري يوقف شخص متلبس ب"السرقة" رفض الامتثال    أمن سيدي البرنوصي… توقيف شاب للاشتباه في تورطه بإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة    صفعة جديدة للجزائر.. بنما تقرر سحب الاعتراف بالبوليساريو    استئنافية طنجة توزع 12 سنة على القاصرين المتهمين في قضية "فتاة الكورنيش"    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !        تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء    كيوسك الجمعة | إيطاليا تبسط إجراءات استقدام العمالة من المغرب    لقجع يؤكد "واقعية" الفرضيات التي يرتكز عليها مشروع قانون المالية الجديد    السلطات الجزائرية توقف الكاتب بوعلام صنصال إثر تصريحات تمس بالوحدة الترابية لبلده    أنفوغرافيك | صناعة محلية أو مستوردة.. المغرب جنة الأسعار الباهضة للأدوية    توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة    البحرين تشيد بالدور الرئيسي للمغرب في تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



“نبراس الشباب” يحاور الزيتونة في شخص الدكتور جمعة شيخة
نشر في نبراس الشباب يوم 06 - 06 - 2009

بين أحضان جامعة القاضي عياض وتحديدا في رحاب كلية الطب والصيدلة بمراكش نظمت ندوة دولية في موضوع ” القاضي عياض وتأصيل المذهب المالكي بالمغرب” كان لنا على إثرها مقابلة خاصة مع الأستاذ المتميز والباحث المتخصص في مجال الأندلسيات بجامعة الزيتونة الدكتور “جمعة شيخة” وهو أستاذ جامعي بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، متخصص في الحضارة الأندلسية وهو أيضا مؤسس ومدير مجلة “دراسات أندلسية” التي تصدر منذ سنة1988 وهي المجلة الوحيدة في العالم العربي المتخصصة في الأدب الأندلسي في جميع مواضيعها إذ تتناول تاريخ الأندلس وحضارتها وعلومها وموسيقاها وكل ما يتعلق بالأندلس في بحوث أكاديمية علمية، كما اهتم بتحقيق المخطوطات وكان مديرا عامّا للمكتبة الوطنية.
حاورته: شهيدة لخواجة
الأستاذ الدكتور جمعة شيخة مرحبا بك ضيفا معززا نناقش بمعيتك محاور عديدة.
مرحبا أهلا وسهلا.
في البدء نتساءل عن مساركم التدريسي الجامعي وطبيعة المواد التي درّست في الجامعات التونسية؟
في البدء درّست في كلية الآداب التي كانت موجودة في شارع 9 ابريل بتونس والتي سميت فيما بعد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، ثم انتقلت إلى كلية الآداب بمنوبة مكثت بها مدة ورجعت بعدها إلى كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية حين افتتحت فرعا أدبيا. كنت أدرس في بداياتي جانب التطبيق في مادة تاريخ العلوم كأستاذ مساعد للمرحوم الأستاذ محمد السويسي، وهذا التطبيق يؤخذ من مقدمات الكتب العلمية للعلماء العرب والتي تمثل منهجية رائعة استفاد منها الغرب كثيرا على اعتبار أنها تقدم منهجا قادرا على جعل الحضارة ومعها الأمم تتقدم، ومن يتبع نفس المناهج يصل إلى نتائج أكثر مما وصل إليه صاحب المنهج الأول وحين يقول المثل : لا تعطي لابنك سمكة ليأكلها ولكن علّمه كيف يصطادها، أقول أن الحضارة العربية الإسلامية علّمت الغرب كيف يصطاد السمك العلمي وأوربا أخذت المنهج من العلماء العرب المسلمين وطوّرته وقطعت به أشواطا متقدمة في جميع العلوم الفلكية والطبية والهندسية وغيرها ويكفينا هنا ان نتذكر أن الصفر الذي طوّر العلوم الرياضية هو من اختراع العرب.
جامعة الزيتونة العطاء والقيمة العلمية
تعتبر جامعة الزيتونية من اعرق الجامعات العالمية من حيث الكم العلمي الذي قدّمته منذ عصور لكن على ما يبدو فقد تراجع عطاءها بالمقارنة مع الجامعات العربية الاسلامية فالى اي الاسباب ترجعون هذا التراجع ؟
أولا أنا زيتوني باعتباري قرأت في جامعة الزيتونة التعليم الثانوي وكنا ندمج بها سواء كنا طلاب المعهد الصادقي أو العلوي أو أي معهد من المعاهد المشهورة في تونس، ولا اتفق مع قولك أن الزيتونة تراجعت في عطائها لانها ظلّت جامعة محترمة لها اشعاعها الافريقي و 90 في المئة من طلبتها هم من جنوب الصحراء يدرسون ويتمتعون بمنحة كاملة، وهناك معهد اصول الدين وفيه جميع فروع الفقه الاسلامي وما سأقدمه في ندوة اليوم ( يقصد ندوة القاضي عياض والمدهب المالكي التي اقيمت بمراكش الفترة بين 16 و 17 ابريل 2009 بمراكش) هو ثمرة بحوث هؤلاء الطلبة في موضوع ” القاضي عياض والمذهب المالكي من خلال الدراسات الجامعية في الزيتونة” وهناك بحوث اخرى في كل من كلية الآداب بمنوبة و كلية 9 ابريل، وأغلب البحوث التي ساقدمها هي من جامعة الزيتونة، فكيف نقول انها تراجعت؟؟؟ انا اقول انها تطوّرت.
جامعة الزيتونة وجامع عقبة بن نافع هل بينهما علاقة؟ وهل هي علاقة تكاملية أم تنافسية؟
أولا يجب التفريق بين جامعة الزيتونة باعتبارها معهدا للتربية والتعليم العالي وبين جامع عقبة الذي يعتبر مسجدا للصلاة، نعم في عهد الاستعمار كانت تلقى فيه دروس تابعة لجامعة الزيتونة ، أما الآن فلا يعد الا مسجدا اثريا تقام فيه الصلاة ويزوره العديد من السياح من جميع انحاء العالم ، وطبعا هناك باحة مخصصة لهم ولا يسمح لهم بدخول مكان الصلاة، ولان القيروان تعد رابع مدينة مقدسة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، فهناك من يقول ان القيروان مقدسة وبالتالي حين يزورونها يزورون الجامع الكبير والعتيق والمصمم تصميما متميزا، وهناك بحث سوف أقدمه في تونس حول : (مدينة القيروان من خلال كتب الطبقات والرحلات ) وإمامها الكبيرسحنون، وهذا الكتاب يبين ان الجامع مرّ بمراحل متعددة ليصل الى ما هو عليه اليوم.
الزيتونة والموقف السياسي
الرئيس بورقيبة بأفكاره واجتهاداته التحررية كيف تقبلتها الزيتونة وتعاملت معها؟؟
والله هناك فكرة في المغرب العربي تروج حول اجتهادات الزعيم بورقيبة رئيس الجمهورية الأول في تونس، ولكن أنا أقول كما لم يفهم الفلسطينيون بورقيبة في خطابه عام 1965 ووصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم من مآسي، لو استمعوا إلى كلامه لكان عندهم أكثر من الضفة الغربية بتمامها وكمالها، وكان من الممكن أن تتنازل إسرائيل في ذلك الوقت عن مناطق أخرى من فلسطين، انظري اليوم بعد أن حاربوا آراء بورقيبة وتنكروا له واعتبروا تلك الأفكار خيانة لفلسطين كيف أنهم وصلوا إلى حالة أردئ بكثير من المقترح الذي تقدم به بورقيبة آنذاك.
بالنسبة للجانب الديني في تونس، بورقيبة عنده درس في الغرب وهو محامي ورجل قانون وله بعد نظر في حدود وإمكانيات الدولة التونسية التي لا تمتلك ثروة كبيرة، لا بترول ولا غيرها حتى فلاحتنا محدودة، ولهذا حدّد النسل من أجل ضبط العائلة في حدود اثنين أو ثلاثة، ونحن اليوم نجني ثمرات تحديد النسل او التنظيم العائلي كما نسميه في تونس. ثم ان بورقيبة أعطى للمرأة حقوقها فقد كانت شبه خادمة في البيت والرجل هو كل شيئ، يعاملها معاملة قاسية ويستطيع أن يطلقها في لحظة ويتركها هي وأبنائها بدون نفقة ولا مأوى، فجاءت مجلة الاحوال الشخصية ودعّمت حقوق المرأة وهذا شيئ ايجابي. إذن ثمة أشياء إضافتها مدونة هذه المجلة وبعد نظر في التنظيم العائلي و نحن مستمرين عليه على اعتباره من الأشياء الايجابية. وكما سبق وقلت ثروتنا ليست كبيرة ولا نعتمد إلا على الإمكانيات المتاحة وخصوصا العنصر البشري الذي نعتمد عليه في تثقيفه وتعليمه وانظري اليوم إلى الإطارات البارزة في جميع العلوم الصحيحة والدينية والادبية وعندنا علماء في أوربا وأمريكا، وهذا يدل على ان المنهج التعليمي والتخطيطي الذي تم ارساءه بعد الاستقلال قد أعطى أكله، ونحن اليوم نساير التطور ونعطي دفعات جديدة للتعليم وخاصة التعليم العالي.
ماذا عن موقف جامعة الزيتونة من أفكار المعارضة الإسلامية في تونس؟
نحن في تونس نعتبر الجامعة للعلم وللدراسة والانكباب على البحوث الأكاديمية، أما بالنسبة للسياسة فلدينا احزاب سياسية متعددة كما لدينا حرية الانتماء لأي حزب من الأحزاب الخمسة اوالستة الموجودة و كل مواطن حر في ان ينشط وينتمي لأي منها ، كما أن اجتماعات الاحزاب اليوم هي عامة ومحمية من طرف الأمن في وجه كل من يود افسادها، والناس يعملون سياسيا بكل حرية، غير ان هذه الأحزاب ليست في قوة الحزب الحاكم الذي يعتبر أعرق حزب في افريقيا ( التجمع الدستوري) وطبعا لا يمكن أن يكون أي حزب بين عشية وضحاها في القمة فلابد من التطور والنضج عبر مراحل زمنية وعملية. كما أن الدولة تشجع الأحزاب.
معنى قولك هذا أستاذ ونظرتك هذه التفاؤلية أنه بامكان أي حزب أن يزاحم الحزب الحاكم مستقبلا إن تطور ونضج؟
نعم بالطبع تستطيع الأحزاب الأخرى أن تقوى وتزاحم الحزب الحاكم واليوم هي لديها أيضا نواب ومقاعد في مجلس النواب ولهم أنشطة سياسية وجمعيات في المجتمع المدني سياسية مدنية تنشط في اطار احترام القانون ( احترم القانون وتكلم كما تريد ولا تمس بحقوق غيرك ولا تجي تسب وتشتم من دون دليل) لأنك بهذا قطعا فأنت تسيء لغيرك.
الدكتور جمعة شيخة رفقة الزميلة الصحفية شهيدة لخواجة
الزيتونة بين عقلية الخرافة وحجاب السفساري
ما علاقة الزوايا ومقامات الأولية بنشاطات وأفكار جامعة الزيتونة؟
جامعة الزيتونة تهتم بالبحث العلمي الأكاديمي ومنذ القديم هناك شق من علماء الزيتونة ضد الزوايا والأولياء لأن هؤلاء انقلبوا الى نوع من الشعودة والتحايل على الطبقات الشعبية البسيطة، وبصفة عامة هناك رموز دينية كما ” سيدي بولبابة” و “سيدي محرز” وجامع عقبة بن نافع هي نوع من الزوايا يحفظ فيها القرآن من دون شعودة ولا اتباع لما يقوم به أهل الطرق الصوفية التي تسيئ للاسلام وهي مرفوضة قطعا. أما الزوايا التي تدخل تحت جناح رمز من رموز الاسلام سواء على اعتباره صحابي أو عالم جليل أو فاتح كبير كعقبة بن نافع وغيره هؤلاء علماء وشخصيات تاريخية لها قيمتها وتظل زواياها غايتها محترمة تتجلى في تحفيظ كتاب الله.
حين يتتبع المهتم بأمور المحجبات يجد وسائل الاعلام العربية والاسلامية بل والعالمية تعلن أن هناك حربا ضد الحجاب والتحجب في تونس، فما توضيحاتكم في هذا الباب؟
هذه يا ابنتي من المغالطات، نحن في تونس عندنا ” السفساري التونسي” وهو حجاب له علاقة بشخصيتنا كتونسيين، هذا اللباس يجمع انه غطاء للرأس واليدين وكافة الجسد، فمثلا حجابك انت الذي ترتدينه الان لا أحد يعقب عليه في تونس ونعتبره حجابا معقولا يشبه اللباس ” السفساري” الذي حين ترتديه المرأة يستر كامل جسدها.
نحن مثلا في المغرب نعتبر أن ما ترتديه المرأة هو حرية شخصية، لكن نحن نسأل هل من مضايقات حقا تعرفها المرأة المحجبة في تونس؟
المحجبات اللواتي يرتدين حجاب مثلك لا احد يضايقهن لكن التي ترتدي لباسا طائفيا والذي من شأنه ان يخلق صراعا طائفيا أيضا فنحن لا نشجعه ولا نريده، أما من تغطي رأسها وشعرها ولباسها مستور لا تترك فيه سوى وجهها وكفيها فنحن لا نرى داعي لمضايقتها أو رفضها بالعكس نحن نشجعها، فقط كما قلت لك لا نريد لباسا طائفيا يخرج عن عاداتنا وعادة الحجاب “السفساري” كمثل اللواتي يرتدين لباسا اسودا متدلي على الأكتاف وعلى نصف الجسد مثل ماهو في العراق ولبنان وغيره.
الا تجدون انكم بهذا تتدخلون في حريات المرأة الشخصية وتفرضون عليها اشياء ربما لا تريدها؟ فمثلا في بلدي المغرب كل امرأة حرة ترتدي ما تشاء من اشكال الحجاب ولا تتعرض لمضايقات وهذا نعتبره نوعا من التمتع بالحريات العامة والخاصة التي يخولها لها القانون.
أيضا عندنا في تونس هناك طالبات تتمسك بهذه الأنواع من الحجاب لكن عندنا دعوة واضحة للرجوع إلى ” السفساري” وقد كانت هناك أستاذة جامعية ” هند شلبي” كانت ترتدي الحجاب السفساري تدرس به وأبدا لم تمنع يوما من أداء وظيفتها في جامعة الزيتونة وهي الآن قد تقاعدت وقبلها قدّمت محاضرة في ليلة 27 من رمضان في السبعينات أمام بورقيبة وهي تلبس حجابها السفساري.
التشيع وحوار الأديان
التشيع أصبح هاجس وسائل الإعلام و الأوساط السياسية والثقافية بعد انتشاره في المغرب العربي كيف هو واقع هذا المذهب داخل تونس؟
تاريخيا، تونس حكمتها دولة شيعية هي الدولة العبيدية والتي تأسست على أنقاض الدولة الأغلبية، فعبيد الله المهدي اسقط دولة أغلبية السنية وحلّ محلّها الشيعية التي تأخذ من الباطنية وهذا ما لا يعرفه المجتمع التونسي ولا الإفريقي، هذه الدولة العبيدية حكمت تونس اكثر من سبعين سنة وكانت القيروان عاصمة لها ثم بنى عبيد الله المهدي المهدية وسماها باسمه وبقي فيها مع أبنائه الأربعة الذين تولوا الحكم من بعده ثم تلاهم المعز الفاطمي الذي بنى القاهرة وانتقل اليها. اذن هناك مدة زمنية تقدر ب 80 سنة تقريبا كان فيها أصحاب السيادة في تونس متشيعون باطنيون، لكنهم وجدوا مقاومة من الشعب الذي تغلغل فيه المذهب المالكي ، فوقعت صراعات ومآسي اعتقل أثناءها علماء وعلّقت رؤوس أكباش كتب عليها أسماء بعض الصحابة وأمور غريبة اخرى وقعت في القيروان، وقاومهم الأفارقة التونسيون مقاومة شديدة فقهوا معها أصحاب الحكم انه لا يمكن ان تستمر دولتهم في الوجود ماداموا في افريقا لذلك قرروا الانتقال للمشرق العربي وكذلك فعلوا. أهل تونس كانوا دائما لهم محبة للرسول وأصحابه وأهله ومنهم علي بن أبي طالب وأبنائه يكنون لهم محبة طبيعية، يقول المؤرخ بن ضياف التونسي: نحن لسنا في حاجة إلى التشيع لأننا نحب عليا وأبناءه طبيعيا، باعتباره ابن عم الرسول وصهره وأبناءه جاءوا من زوجته فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبقى المذهب المالكي بيننا لا يمكن أن يبدل أو يغير.
في الحديث عن الحوار وأهميته في تقارب الرؤى وتبادل المعارف، تطرقت مجلتكم” أندلسيات” في عددها الأربعين إلى حوار الأديان وأن هذا الحوار كفيل بتقريب الإسلام إلى قلوب الآخرين والرد على الإساءات التي مسّت ديننا الحنيف من خلال منهج عقلي وعلمي، هنا أتساءل عن المواقف التي اتخذتموها ردا على الإساءات التي طالت شخص وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وآله وصحبه؟
فعلا هي موجة ظهرت في أوروبا سواء عن طريق الصحافة او الصور الكاريكاتورية أو الافلام السينمائية، وهؤلاء أشخاص أساؤوا ويسيؤون للإسلام كما يفسدون العلاقات بين البشر، بيد أننا نحن المسلمون لا يكتمل إسلامنا إلا إذا آمنا بجميع الرسل والأنبياء وبالكتب السماوية، ونحن لا نعاملهم بالمثل، غير أن هؤلاء المسيئين هم قلة قليلة، وأنا الآن بصدد تعريب بعض النصوص وسبق وأعلنت عن بعضها في مكة المكرمة أثناء مؤتمر رابطة العالم الإسلامي حول ” حوار المسلمين” ثم بعده في مؤتمر مدريد الذي تناول حوار الأديان حضره شخصيات من مختلف الأديان السماوية وغير السماوية فكان بمثابة مبادرة ناجحة للمملكة السعودية التي كانت راعية للمؤتمر ومن خلاله أرسى خادم الحرمين ووطد العلاقات بين الأجناس بغض النظر عن تدينهم. ففي مؤتمر مكة كان الغرض توطيد العلاقة بين المسلمين فيما بينهم نظرا لاختلافاتهم المذهبية التي لا نرى لها مبررا فالمسلم مسلم مهما كان مذهبه. إذن هؤلاء المسيؤون لسيرة سيد الأمة يعكسون نوعا من النقمة الموروثة منذ العهد الصليبي ونحن لا نرد عليهم بنفس شاكلتهم فلا نسب ولا نشتم الأنبياء لأن هذا محرّم علينا وفي المقابل نحن نؤمن بكلام ربنا سبحانه القائل: ” وجادلهم بالتي هي أحسن” وهنا نطرح سؤال كيف نجادلهم؟
لقد أخذت خمسة عشر مؤلفا من كتب كبار شعرائهم وفلاسفتهم وكتّابهم، وأنا بصدد ترجمة هذه النصوص مع الأستاذ ” منجي الشملي” وهو أستاذ متميز في علوم الترجمة، هذه النصوص المختارة وجدناها تمجّد شخص رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بطريقة تشبه ما يوجد في كتاب الشفاء للقاضي عياض أي بنوع من التمجيد لا نظير له، والكتاب سيصدر قريبا إن شاء الله بعنوان ” أقوال غربية في مدح خير البرية ” ( وشهد شاهد من أهلها ) ، فمثلا فيكتور هيكو اكبر شاعر عرفتته أوربا في القرن التاسع عشر يمجد رسول الله في قصيدة له وكذلك أسماء أخرى وازنة من جنسيات أخرى مجّدت محمد نبي العرب وبكيفية تظهر هؤلاء السفلة المتطاولون على شخص نبينا بأنهم أقزام أمام العمالقة، إن شاء الله سنحقّرهم ونريهم كتابات عظمائهم من الشعراء والكتّاب والعباقرة وما يقولونه في شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم، وان شاء الله هذا العمل يخرسهم ويردهم على أعقابهم خاسرين بل ويظهر لهم مدى جهلهم وسخافتهم وحقارتهم. ونحن ان شاء الله بحواراتنا المتواصلة أخذا بمبدأ الإسلام المجادلة بالتي هي أحسن نثبت أن ديننا دين تسامح وتحاور ومحبة الخير لكل البشر، وبالتالي ما وقع في أوروبا اليوم من مساس لمقدساتنا هي شرارات هدفها تسميم الأجواء وخلق عداوات نحن في غنى عنها ( لك دينك ولي دين) أنت تسب نبيي وتهينه لكنني أومن بنبيك وبكافة الرسل والأنبياء وهنا يظهر التباين ويظهر السبيل الحق.
أستاذ الدكتور جمعة شيخة أتقدم إليكم بجزيل الشكر على سعة صدركم للحوار وعلى وقتكم الثمين الذي أفردتموه لنا ونرجو لكم التوفيق والسداد ودمتم بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.