أثار التزام الحكومة الصمت بخصوص الجهة التي منحت الديبلوماسي الإسرائيلي تأشيرة دخول المغرب، قصد المشاركة في أشغال الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، تساؤلات عريضة لأن الديبلوماسي المذكور احتل مقعد دولة إسرائيل في قاعة الجلسات العامة بمجلس النواب، وجلس أمام لافتة مكتوب عليها إسرائيل. غير أن المتتبعين، اعتبروا، هذا اللبس الذي حاول سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ركوبه هو مجرد أداة للتغطية على عدم القدرة على مواجهة الموقف بالصرامة اللازمة سواء باعتراف الحكومة بأنها مسؤولة عن دخول الديبلوماسي الإسرائيلي أو أنها غير مسؤولة، وليس عن طريق تسريب خبر عن طريق مصدر مسؤول بالوزارة ينفي تقدم أي إسرائيلي بطلب تأشيرة لمصالح الوزارة. فوزراة الخارجية هي المسؤولة الوحيدة عن منح تأشيرات دخول لأي أجنبي للمغرب، وإذا حاولت الحكومة التبرؤ من منح الديبلوماسي الإسرائيلي تأشيرة الدخول كما هو مؤكد فإن الأمر سيصبح أصعب، لأن "دافيد سندا" شارك في أشغال البرلمان. فإذا كانت الوزارة هي التي منحته التأشيرة فكان لزاما على حزب العدالة والتنمية أن يكون منسجما مع موقعه في الحكومة وإذا لم تكن قد منحته التأشيرة فإن الحكومة جملة وتفصيلا قد ارتكبت جريمة السماح ل"حراك" بالمشاركة في مؤتمر دولي. وربط متتبعون غموض موقف الحكومة وأساسا الحزب الرئيسي فيها من هذه القضية باقتراب موعد المسيرة من أجل القدس، وتخوف الحزب من أن يتعرض للنقد من طرف الشعب المغربي أو المشاركين في المسيرة التي ينوي هو نفسه المشاركة فيها. وكشفت مشاركة الوفد الإسرائيلي في الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط عن تناقضات حزب العدالة والتنمية، فمن جهة قام فريق الحزب بمجلس النواب بمقاطعة الاجتماعات، لكن من جهة أخرى حاول هو إخفاء أن مصالح وزارة الخارجية والتعاون، التي يترأسها سعد الدين العثماني، هي التي منحت ممثل إسرائيل تأشيرة دخول المغرب. وتساءل مهتمون، عن سر هذه الضجة الكبيرة حول حضور إسرائيلي للمشاركة، مع العلم، أنه لم يكن في زيارة عمل للمغرب وإنما مشاركا في منظمة دولية المغرب عضو فيها، ومعروف، أن العضوية في أي منظمة دولية تفرض منح تأشيرات دخول لكافة المشاركين في مؤتمراتها من أي دولة عضو حتى لو كانت العلاقات الثنائية بين الطرفين ليست على ما يرام أو حتى في حالات الشذ والجذب، فالولايات المتحدةالأمريكية منحت أحمدي محمود نجاد، الرئيس الإيراني، تأشيرة دخول البلاد ومخاطبة العالم من منظمة الأممالمتحدة.