أعلن رئيس البرلمان الأوربي مارتن شولز في مؤتمر صحافي أول أمس الأحد بالرباط، أن الدورة التاسعة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط ستعقد في مارس 2013 ببروكسيل، وحدد شولز الذي أصبح يتولى الرئاسة الدورية للجمعية لمدة سنة في اختتام دورتها الثامنة اليوم بالرباط أولويات عمله خلال هذه الفترة في تعزيز دور المنتخبين والبرلمانات وأن تنعكس حاجيات سكان ضفتي المتوسط في أنشطة الاتحاد والسياسات الأوربية لحسن الجوار٬ أخذا بعين الاعتبار الإرادة المشتركة لمواصلة الحوار الأورمتوسطي الرامي لدعم المجهودات المبذولة لجعل المنطقة المتوسطية فضاء للسلم والديمقراطية والتعاون والرخاء، وكان المغرب قد ترأس الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في اعقاب دورتها المنعقدة بروما 4 و5 مارس 2011. من جهة أخرى أشادت الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في اجتماع مكتبها بالرباط "بالإصلاحات الدستورية والسياسية والاجتماعية التي انخرط فيها المغرب وكذا مساهمته في دعم القدرات الفعلية للاتحاد من أجل المتوسط"، كما عبر عن تشجيع أعضاء المكتب على "إعادة إحياء الفضاء الجهوي المغاربي"، وتأكيدهم، "من جديد على أن المنطقة المغاربية المندمجة تعتبر عنصرا أساسيا للاتحاد من أجل المتوسط وتهدف إلى تشجيع النمو الاقتصادي في المنطقة وتعزيز الرخاء المشترك". من جانبه أكد كريم غلاب رئيس مجلس النواب، أن المغرب اختار منذ بداية مسار الاتحاد من أجل المتوسط أن يكون فاعلا قويا ويتحمل مسؤولياته كاملة في الدفاع عن رؤية الاتحاد الذي يعتبره ضرورة استراتيجية وأمنية ملحة، وأضاف غلاب، أن "البناء الأوربي كان على حساب دول الجوار٬ فأوربا كانت تريد أن تتكتل وأن تعيد توزيع خيراتها من الداخل والتفكير في مشاكلها داخليا ومن خلال التركيز على تكتلها أدارت ظهرها لدول الجوار٬ كما أنها عندما بدأت التفكير في التوسع اتجهت شرقا والآن أصبح مسلسل برشلونة الذي بدأ قبل سنوات وأصبح حاليا الاتحاد من أجل المتوسط يطرح مسألة التعاون بين ضفتي المتوسط وتعزيز العمل الاورومتوسطي"، وأوضح غلاب، من جهة أخرى، بخصوص مشاركة وفد إسرائيلي في هذه الدورة أن الأمر لا يستدعي تلك الضجة التي أثارتها بعض وسائل الإعلام٬ علما بأن هذه المشاركة "كانت باهتة حيث شارك موظف واحد من سفارتهم في بروكسيل وليس وفد برلماني"، وقال، "لم يكن له حق تناول الكلمة رغم حضوره" وعلى عكس ذلك ما برز في مختلف النقاشات التي طبعت أشغال الدورة "هو التضامن مع فلسطين ومواقف التأييد لقضيتها العادلة ". وأشار، إلى أن ذلك تجلى في التوصيات الصادرة عن المؤتمر والتي أكدت على "أهمية واستعجالية التوصل الى تسوية عادلة ونهائية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني كشرط ضروري لسلام دائم في المنطقة. ودعت في هذا السياق، إلى اعتراف إسرائيل بمبادرة السلام العربية واستئناف مفاوضات السلام على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ديموقراطية وقابلة للحياة". وأكد غلاب، أن موقف المغرب كدولة واضح٬ إذ لديه التزامات ويشارك في مؤسسات دولية من قبيل الاتحاد من أجل المتوسط وهي فضاءات اختار المغرب تحمل مسؤولياته فيها والمشاركة للدفاع عن مواقفه وتصوراته وقضاياه ولعب دور على الساحة الدولية٬ مؤكدا، أن حضور المملكة في هذه المؤسسات يقوي مكانتها من أجل الدفاع على مصالحها الوطنية.