هل تخلت فرنسا عن كونها مهدا للأنوار وحقوق الإنسان ومهدا للديمقراطية؟، هل ختم نيكولا ساركوزي كل هذا التاريخ؟، هل ما أعلن عنه ساركوزي بعد عملية محمد مراح الإرهابية يشكل تراجعا؟، أليس من حق فرنسا أن تتخذ إجراءات حمائية ووقائية؟، أين موقعنا نحن من خطاب الشاكين والمشككين بعد أن أعلنت فرنسا أنها سوف تتجه نحو تجريم خطاب العنف؟، ماذا بعد اتجاه فرنسا نحو تجريم مرتادي المواقع الرقمية التي تحرض على العنف والإرهاب؟ هل في ذلك حد من حرية الأفراد؟، وما رأي وزيرنا في العدل في هذه "الانتكاسة" التي عرفتها الجمهورية الخامسة؟، لقد أحدث محمد مراح، الشاب المولوع بالدراجات النارية والسيارات، زلزالا في فرنسا. وخلق الفرجة والترقب لمدة ليست بالقصيرة في الزمن السياسي. انتهى مراح بشكل دراماتيكي. سيعتبره رفاقه شهيدا وسيعتبره أعداؤه مجرما لأنه قتل أبرياء حرمت كل الشرائع السماوية والوضعية المساس بهم وحتى بشعرة منهم. هذا الزلزال حرك الأفكار والرؤى، فبلد مثل فرنسا لن تقف عند حادث ارتكبه حدث مشحون الرأس بأفكار القتل والموت. ففرنسا طرحت الأسئلة الجوهرية، وهي أسئلة طرحها المغرب من قبل فقامت قيامة المجموعات والحركات المسماة إسلامية. فقد أعلن ساركوزي أن فرنسا ستتجه نحو تجريم دخول المواقع الرقمية التي تحض على القتل والإرهاب. بمعنى أن فرنسا الضاربة جذورها في تاريخ التشريعات القانونية ستسن قوانين لمحاربة أفكار لأنها تنتج سلوكات قاتلة ومدمرة. وفي فرنسا اليوم تتوجه أصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية التي لم تقم بواجبها وعرقلة العمليات الإرهابية قبل وقوعها. ومن باب المماثلة نذكر أولاد العدالة والتنمية بأن المغرب الذي قام بضربات استيباقية من أجل حماية الوطن والمواطن لم يجد منكم غير النكران والاتهامات الباطلة. لقد خاض المغرب حربا ضد الإرهاب، حربا أمينة وسياسية ودينية. لكن الحركة السلفية بكل توجهاتها اعتبرت، أن الضربات التي قوم بها المغرب غير مشروعة. غير أن العالم شهد بنجاعة الحرب التي قادها المغرب ضد الإرهاب واعترف الجميع أنه بفضل هذه الضربات الاستيباقية والموجعة للإرهاب استطعنا تفادي الكثير من الخسائر. فإذا كانت فرنسا تتجه نحو تجريم الأفكار وارتياد المواقع والمدونات الداعية للإرهاب والقتل، فهل سنبقى نحن خاضعين لخرجات وقفشات أبناء الحركة الإسلامية السلفية وخصوصا أولاد التوحيد والإصلاح الذين يعتبرون كل صيحة عليهم؟. أليسوا هم من شكك في الأحداث الإرهابية؟، أليسوا هم من طالب بإلغاء قانون الإرهاب؟، أليس مصطفى الرميد هم من خرج يحتج وسط عائلات معتقلي السلفية الجهادية؟، أليس هو من قدم ضمانات بحق عمر الحدوشي الذي مازال يتمسك بخطابه العنيف ويضع صور كلاشينكوف على موقعه الإلكتروني؟، نحن والإرهاب زوج كبير فإما نحن وإما الإرهاب، إما نعلنها حربا على الإرهاب وعلى الأعشاش التي تفرخه وإما أن تشتعل النار في الجميع.