أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تعديل قانوني لتجريم من يقومون بارتياد مواقع على الإنترنت تحرض على الارهاب أو العنف، أو من يسافرون للخارج لاعتناق هذا النوع من المعتقدات المتطرفة. وقال ساركوزي إنه سيحارب الترويج للافكار المتطرفة عبر تجريمها بموجب القانون الجنائي، في تصريحات أدلى بها من قصر الاليزية، تعليقا على عملية المداهمة التي نفذتها الشرطة الفرنسية، وأودت بحياة محمد مراح، المتهم بقتل سبعة اشخاص في مدينتي تولوز ومونتوبان الفرنسيتين خلال الأيام الأخيرة. وأكد أن فرنسا ابدت هدوءا وحزما ووحدة في التعامل مع هذا الأمر، ودعا شعبه إلى تجاوز غضبه، مشددا على أن "المسلمين ليس لهم أي صلة بالدوافع المعتوهة لارهابي". واوضح أن مراح اطلق النيران على عسكريين مسلمين، قبل ان يقتل الاطفال اليهود الثلاثة، في هجوم اسفر عن مصرع والد اثنين منهم ايضا. واشار ساركوزي ايضا إلى ان قوات الشرطة قامت بكل ما في وسعها لتقديم المتهم للقضاء، ولكنها لم ترغب في تعريض ارواح للخطر لتحقيق هذا الهدف. وبحسب رواية وزير الداخلية الفرنسي كلود جيان، فإن مراح أطلق النيران بعشوائية اثر قيام قوات الشرطة باقتحام الشقة التي كان يتحصن بها بعد اكثر من 32 ساعة من محاصرتها، مما تسبب في اصابة شرطيين، وانه لفظ أنفاسه الأخيرة عقب ان قفز من شرفة الشقة وهو مستمر في اطلاق الرصاص. وفي سياق متصل، قال أبرز خصوم ساركوزي في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أبريل/نيسان المقبل، المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، ان العملية الامنية التي نفذتها الشرطة وضعت حدا لمحنة "لا تطاق". وشدد هولاند، الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية، على ان مرتكب اعتداءات تولوز ومونتوبان كان يمثل "خطورة كبيرة"، مشيدا بما ابدته قوات الامن من "شجاعة وحزم" في عملية المداهمة الخطرة. واعتبر ان "مكافحة الارهاب لاتزال معركة مستمرة، لا تسمح باي تراخ او ضعف" حيالها، مضيفا ان بلاده "دائما ما تكون الاقوى، وتعرف كيف تقف في وجه اعداءها دون ان تفقد اي من قيمها". يشار إلى أن مراح، وهو شاب فرنسي من اصل جزائري في ال24 من عمره، قد اعترف بارتكابه الاعتداءات، وقال انه كان يعمل لصالح تنظيم القاعدة.(إفي)