تصاعدت في فرنسا الدعوات لفتح تحقيق في اخفاقات استخبارية محتملة اعقبت احداث القتل في جنوب البلاد، بعد مقتل المهاجم محمد مراح. وقد تبين لاحقا ان الاستخبارات الفرنسية كانت تراقب مراح لعدة اشهر، وانه كان ممنوعا من ركوب الطائرات الى الولاياتالمتحدة. واعترف مسؤولون استخباريون فرنسيون ان مراح ظل مراقبا لعدة سنوات من قبل عدة هيئات استخبارية. وقالوا انه استجوب في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2011 من قبل جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي لتبرير رحلاته الى افغانستان وباكستان. ووجه معلقون من داخل فرنسا وخارجها انتقادات الى اجهزة الاستخبارات الفرنسية لانها لم تراقب مراح عن قرب كاف يسمح لها بالتنبوء باحتمال قيامه بتلك الهجمات القاتلة. وكان المدعي العام الفرنسي قد اعلن ان مراح، المتهم بهجمات تولوز، قد صور الهجمات الثلاثة التي نفذها في 11 و15 و19 مارس/ آذار الجاري والتي قتل فيها سبعة اشخاص. وعثرت الشرطة في حقيبته على الكاميرا التي استخدمها في التصوير وشاهدت اللقطات. وقال المدعي العام إن مراح قتل برصاصة فى رأسه أطلقتها الشرطة وإنه كان يرتدى سترة واقية من الرصاص وأطلق ثلاثين رصاصة أثناء عملية اقتحام شقته. وكانت الشرطة الفرنسية قد انهت الحصار الذي كانت تفرضه على الشقة التي كان يقطن فيها محمد مراح المشتبه به في قتل سبعة أشخاص من بينهم أربعة في الهجوم على المدرسة اليهودية في مدينة تولوز، بعد مقتله. واقتحمت الشرطة الشقة بعد حصار المكان لأكثر من 12 ساعة. وكان وزير الداخلية الفرنسي قد قال قبل بدء الاقتحام إنه من غير المؤكد إن كان مراح لايزال حيا. ولكن الشرطة عثرت على جثته لدى اقتحامها للشقة. وقد واجهت الشرطة مقاومة شديدة حينما بدأت عملية الاقتحام بعد الساعة التاسعة والنصف من صباح الخميس. وأصيب في تبادل النيران الكثيف خلال عملية الاقتحام ثلاثة من أفراد الشرطة الفرنسية. زيادة الضغط وكان مراح قد قال للتلفزيون الفرنسي الأربعاء إنه "يرغب في الموت، وسلاحه بيديه"، حيث فشلت جميع المحاولات الرامية إلى دفعه إلى الاستسلام. وكانت الشرطة الفرنسية قد استخدمت المتفجرات فجر الأربعاء للضغط على مراح بعد أن أطلق النار على قوات الشرطة التي حاولت اقتحام الشقة التي يتحصن بها. وأوضحت مصادر في وزارة الداخلية الفرنسية أن التفجيرات كانت جزءا من عملية زيادة الضغط على مراح.