نجحت قوات الأمن في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء في فك الاعتصام الذي نفذه محسوبون على الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذراع النقابي لحزب الاستقلال، وغادر نقابيو شباط سطح مبنى الإدارة العامة للمكتب الوطني للتكوين المهني بالدار البيضاء بعدما احتلوه طيلة نهار أول أمس الثلاثاء، مهددين بإحراق أنفسهم في حال قررت القوات العمومية إنزالهم بالقوة، فيما تم عقد اجتماع طارئ بمقر وزارة التشغيل حضره كل من العربي بن الشيخ المدير العام للتكوين المهني وحميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين ووزير التشغيل والتكوين المهني عبد الواحد سهيل، ولم يصدر إلى حدود بعد زوال أمس أي قرار في الموضوع، موضحة، أن رجال الأمن تمكنوا من إقناع المحتلين بإخلاء سطح البناية مخافة وقوع مواجهات دامية مع نقابيين آخرين حضروا إلى عين المكان لإخلاء نقابيي شباط بالقوة. وكان حوالي 150 شخصا٬ محسوبون على نقابة حميد شباط، احتلوا صباح أول أمس الثلاثاء٬ مقر مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بالدار البيضاء، وصعدت المجموعة التي كانت مزودة بالعصي وقضبان من الحديد٬ حوالي الساعة السابعة والربع صباحا٬ سطح البناية بعدما اعتدوا على حارس أمن كان مرابضا بباب المقر، إلى جانب ثلاثة موظفين تصادف وجودهم بمكاتبهم، ولم تعرف أسباب هذا التصعيد المفاجئ، وإن قالت مصادر مقربة، إن الأمر يتعلق بصراع انطلقت فصوله قبل أشهر بين العربي بن الشيخ ونقابة حميد شباط الذي حرك محسوبين عليه في خطوة وصفتها المصادر بالخطيرة. وأضافت المصادر ذاتها، أن المقتحمين هجموا على عناصر الأمن الخاص٬ واستولوا على مفاتيح المقرات والمكاتب قبل طرد عاملات النظافة وحوالي عشرين من مستخدمي المكتب كانوا متواجدين هناك، وهو ما أدى إلى حالة من الارتباك والرعب في صفوف العاملين، وهو ما استدعى حضور رجال الأمن الذين حاصروا شارعي باحماد وابن تاشفين، ومنعوا حركة السير في جميع الاتجاهات. واعتبرت المصادر ذاتها، أن احتلال المقر يعتبر تصعيدا خطيرا من قبل نقابة شباط التي سبق أن نفذت مسيرات احتجاجية ضد العربي بن الشيخ، قبل أن يأخذ الملف منحى آخر، تم خلاله تبادل الاتهامات بين الطرفين. ولم يصدر أي موقف حتى الآن من طرف نقابة الاتحاد العام للشغالين أو حزب الاستقلال بشأن عملية الاقتحام، فيما نددت مصادر نقابية بالهجوم غير المبرر، وقالت، إنه يدخل في سياق فرض الأمر الواقع، وحاول محسوبون على نقابات أخرى التدخل لحل المشكل إلا أن كل المساعي فشلت في إرغام المحتجين على إخلاء المكان والسماح بعودة الموظفين إلى استئناف عملهم، مشيرة، إلى أن ما أقدمت عليه نقابة شباط يعتبر تحولا خطيرا في العمل النقابي، وذهبت المصادر، إلى حد طرح علامة استفهام حول الأسباب الحقيقية وراء عملية الاقتحام، والتي تمت بعد مشاورات عميقة ومكثفة بين نقابة التكوين المهني وقيادة نقابة حزب الاستقلال، موضحة، أن الاقتحام كان مخططا له بالنظر إلى التوقيت الذي تم اختياره، وهو توقيت يسبق التحاق الموظفين بمقر عملهم، حيث تم منع الدخول إلى البناية بإقفال جميع الأبواب من الداخل. وأوضحت المصادر ذاتها، أن الوضع بات قابلا للانفجار بمقر الإدارة العامة للتكوين المهني بعد محاولات قام بها نقابيون ينتمون لمركزيات أخرى لاقتحام المقر وطرد المعتصمين، وحالت قوات الأمن التي ظلت مرابطة بعين المكان لمنع أي تطورات أمنية، دون إقدام هذه المجموعة على الصعود إلأى السطح منعا لأي احتكاك، وفي انتظار إيجاد حلول للمشكل. وكان المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب حمل المسؤولية المطلقة لما وصفه ب"الاحتقان الاجتماعي داخل المكتب الوطني للتكوين المهني" للإدارة العامة للمكتب بسبب عدم وفائها بالتزاماتها، اتجاه العاملين في المؤسسة، ودعا إلى ضرورة الجلوس إلى مائدة للحوار لبسط المشاكل المطروحة، انسجاما مع المسار الذي اختاره المغرب، لمقاربة كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ملحا على التدخل العاجل للجهة الحكومية الوصية على القطاع. وكانت الدورة الأخيرة للمجلس العام للنقابة، قد طرحت للتداول مجموعة من الاقتراحات والتصورات، ومنها التقدم بشكاية إلى المكتب الدولي للشغل، وإعمال كل الآليات القانونية للنظر والتقصي والتدقيق.