لم يتمكن العشرات من مستخدمي مكتب التكوين المهني بمقر الإدارة العامة بالبيضاء من الالتحاق بعملهم كالمعتاد، ابتداء من الساعة الثامنة والنصف من يوم أمس الثلاثاء بعد أن وجدوا صعوبة في الدخول من بوابتها الرئيسية، نتيجة الاقتحام المفاجئ لأزيد من 500 شخص من المشاركين في الاعتصام للمقر والمنتمين إلى نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والصعود إلى سطح البناية، والاعتصام فوقها. وقالت مصادر مطلعة، إن الاقتحام جاء في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الثلاثاء، من طرف عدد من المنتمين إلى الجامعة الحرة للتكوين المهني التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية، لهذه الأخيرة على المستوى المركزي بالرباط والبيضاء، في الوقت الذي لم يجد المقتحمون أي مقاومة لمنعهم من الصعود إلى السطح. وأشارت نفس المصادر إلى أن الاقتحام تم على دفعتين، إذ تسللت مجموعة من المعتصمين ليلة الاثنين/الثلاثاء الأخيرين، قبل أن تصل الدفعة الثانية من المعتصمين صباح الثلاثاء الأخير، وصعدوا في البداية إلى الطابق الأول للبناية ثم إلى السطح مع تزامن بدء التحاق المستخدمين بمقرعملهم. وتابع عدد من شهود عيان فصولا جديدة من المواجهات والملاسنات، طيلة الفترة الصباحية ليوم أمس بين أزيد من 75معتصما فوق سطح البناية، وعدد من المستخدمين الذين حاولوا مرارا الدخول إلى مكاتبهم واستئناف عملهم، لكن دون جدوى. فيما قامت عناصر من الأمن بإغلاق شارع باحماد في وجه حركة السير لأزيد من ثلاث ساعات. التصعيد الجديد، واقتحام مقر الإدارة العامة يأتي في سياق شد الحبل الذي يعرفه قطاع التكوين المهني في الآونة الأخيرة، وتباين في المواقف حول النتائج والحوارات التي عرفها الملف الاجتماعي لفئة المستخدمين ، والمسيرة الاحتجاجية التي قادها شباط في المدة الأخيرة، ومطالبة الجامعة الحرة ب »رحيل مدير التكوين المهني، ووقف سياسة التعسف ضد مناضلي الجامعة الحرة، والتحقيق في ملفات الفساد داخل مكتب التكوين المهني ». وسبق للجامعة الحرة أن دعت إلى اعتصام الأيام الثلاثة أمام مقر الإدارة العامة للتكوين المهني، حيث أدان بلاغ للجامعة التوقيفات الانتقامية للإدارة العامة للتكوين المهني في خرق واضح لمدنة الشغل، واستمرارها في «نهج سياسة الآذان الصماء اتجاه مطالبها المشروعة، واستمرار معاناة الأساتذة المتخلى عنهم المعتصمون أمام الإدارة العامة» . كما طالب بفتح تحقيق عاجل عن الفضائح والفساد الذي يعرفه القطاع، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك. الخطوة التصعيدية الجديدة للجامعة، جاءت كذلك ردا على تصريحات المدير العام لمكتب التكوين المهني ، خلال ندوة صحفية، استعرض من خلالها مضمون الاتفاقات السابقة الموقعة مع الأطراف الاجتماعية داخل المكتب، والتزامات هذا الأخير بتنفيذها ضمن إطار تعاقدي بين هذه الأطراف. محمد عارف/ أنس بن الضيف