كشفت دراسة طبية أن الأشخاص الذين يحافظون طوال حياتهم على الأنشطة التي تحفز خلايا المخ مثل القراءة أو حل الأغاز والألعاب التي تتطلب مجهودا ذهنيا، تقلل من مستوى البروتين المسبب لمرض الزهايمر أو "خرف الشيخوخة". وأوضحت الدراسة التي تم نشرها الاثنين في النسخة الرقمية من مجلة (Archieves of Neurology)، أن الأبحاث التي أجريت أظهرت أن من يمارسون هذا النوع من الأنشطة تقل لديهم عملية توليد بروتين "الأميلويد بيتا" وهو المسبب الرئيسي للزهايمر. وأضافت أن لويحات الشيخوخة هي التي تتشكل عبر تراكم بروتين "الأميلويد بيتا"، والتي تتركز عبر خلق تشابكات الألياف العصبية داخل خلايا المخ وهو ما يدمر نظام النقل العصبي. وبالرغم من وجود دراسات في السابق أكدت على أن القيام بأنشطة عقلية لتحفيز المخ قد يساهم في تجنب الإصابة بمرض الزهايمر، إلا أن هذه الدراسة الحديثة تركز على العامل البيولوجي، وهو ما يمكن أن يساهم في توفير إستراتيجيات جديدة لعلاج الزهايمر. وصرح ويليام جوست الأستاذ بمعهد علم الأعصاب التابع لجامعة الطب بكاليفورنيان، وهو أحد القائمين على الدراسة الحديثة، بأن هذه النتائج تقود نحو طريقة جديدة للتفكير حول كيفية تأثير الالتزام بتوسيع العمليات المعرفية على المخ. وأضاف أنها تتيح إمكانية توافر عمليات مقاومة لمرض الزهايمر، فالأنشطة التي تحفز المخ يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي في هذا الصدد. وقال إن هذه الدراسة تشير إلى أن العلاج الإدراكي قد يكون له أثر بالغ الأهمية على تعديل اثر مرض الزهايمر إذا تم تطبيق الأنشطة التي تحفز المخ قبل ظهور علامات الإصابة بالزهايمر. يذكر أن الزهايمر أو خرف الشيخوخة هو مرض عصبي يؤثر على الكبار في السن ويتسبب في التقلبات المزاجية، وانهيار اللغة، وفقدان الذاكرة على المدى الطويل، وقلة الاحساس بالآلام نتيجة لضعف حواس المرضى بشكل تدريجي. وأكد القائمون على الدراسة الحديثة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط الأنشطة الإدراكية بتراكم بروتين "الأميلويد بيتا" في المخ، مشيرين إلى أن تراكم هذا البروتين يتم قبل أعوام طويلة من ظهور أعراض الشيخوخة".