عاد الهدوء إلى مدينة تازة بعد اصطدامات عنيفة شهدتها المدينة أول أمس الأربعاء بين القوات العمومية ومجموعة من المعطلين، الذين انظم إليهم بعض سكان حي الكوشة الذين كانوا يعانون من ارتفاع فاتورة الكهرباء. ولقد انطلقت أطوار هذا الاحتقان الاجتماعي على الساعة العاشرة صباح أول أمس الأربعاء باحتجاجات للمعطلين، الذين اعتادوا الاحتجاج يوميا أمام باب العمالة قبل أن تتطور الأحداث في حدود الساعة الواحدة والنصف من نفس اليوم، عندما حاول المحتجون اقتحام إقامة عامل الإقليم كما قاموا بقطع الطريق في وجه حركة السير حينها تدخلت القوات من أجل منعهم وفتح الطريق في وجه المرور قبل أن يقوم المحتجون برمي القوات العمومية بالحجارة وتخريب الممتلكات العمومية والفرار بعد ذلك إلى حي الكوشة الشعبي مستغلين الغليان الاجتماعي الذي يسود داخل هذا الحي الذي كانت ساكنته تعترض على غلاء فواتير الماء والكهرباء بسبب أسلوب التقدير دون الاطلاع على العدادات الذي ينهجه المكتب الوطني للماء والكهرباء في احتساب فاتورة الاستهلاك نظرا لقلة الموارد البشرية للمكتب، حيث كان سكان هذا الحي يتوجهون يوميا إلى العمالة وأعطيت لهم مواعيد لتسوية هذا الملف. ولقد قام مجموعة من أطفال ومراهقي وتلاميذ إعدادية هذا الحي بمهاجمة القوات العمومية وإحراق إحدى سيارات الشرطة وتكسير زجاج السيارات الأخرى، فكانت الحصيلة هي 14 جريحا في صفوف القوات المساعدة، و3 إصابات خطيرة في صفوف الأمن الوطني بعض الحالات تم توجيه أصحابها من مدينة تازة إلى مدينة فاس. هذا، وقد أسفرت المواجهات عن إصابة 5 من المحتجين بجروح رفضو ا التوجه إلى المستشفى خوفا من اعتقالهم ومتابعتهم قضائيا بتهمة إثارة الشغب، كما أسفرت هذه الاحتجاجات عن إحراق مجموعة من سيارات الأمن وإلحاق خسائر بالأعمدة الكهربائية واللوحات الإشهارية إضافة إلى مخلفات وضع الأحجار وسط الطريق وإحراق العجلات المطاطية. ولقد تدخلت مصالح البلدية بعد عودة الهدوء إلى المدينة وقامت بتنظيف محيط العمالة من مخلفات هذه الاحتجاجات وفتح الطريق في وجه المرور، وعادت الأمور إلى طبيعتها العادية في المدينةتازة : عبد السلام نويكة