اعتبر الأستاذ محمد العربي المساري أن الجريدة اليومية المغربية المكتوبة "منتوج مكيف بظروف إنتاجية, وبأساليب استثمارية, وبرهانات سياسية وثقافية, تجعل له ديناميكية خاصة". وأوضح الأستاذ المساري في درس افتتاحي بكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض في مراكش حول مستقبل الصحافة الورقية أن عدد المنضمين إلى مسلسل التأهيل الذي حركه مشروع العقدة البرنامج الذي خاطب في سنة 2005 ما لا يقل عن 35 مقاولة, قد تزايد. وأضاف أن العدد ارتفع إلى 50 مقاولة سنة 2006 فيما بلغ 59 مقاولة يمكن أن يشملها التصنيف في 2007 موضحا أن الأمر يتعلق بمقاولات تلتزم بحد أدنى من المواصفات القانونية والتنظيمية والمهنية التي تم الاتفاق عليها لانطلاق مسلسل التأهيل. ويرى وزير الاتصال الأسبق أن المقاولة الصحافية المغربية بكبيرها ( وهي في الغالب ذات حجم متوسط أو صغير) وصغيرها تتعرض لمشاكل من نوعين هيكلية وظرفية محددا النوع الأول في انتشار الأمية التي تجعل السوق ضيقا, وضعف القدرة الشرائية التي تؤدي خاصة إلى إفراز ظاهرة كراء الجرائد, و ضعف الاستثمار إذ أن أغلب المقاولات هي عبارة عن مبادرات متواضعة غير قادرة على أن تضمن تفرغ المحرر لكل الوقت الذي يتطلبه إنجاز مادته وتنقيحها. ويرجع الأمر, حسب الأستاذ المساري, كذلك إلى قلة المطابع المقتدرة في الجهات حيث لا يمكن إنجاز طبعات جهوية للتغلب على مشكلة النقل, وأخيرا الخصاص في التدبير. ولخص النوع الثاني من المشاكل في المزاحمة التي تخلقها وسائل التعبير الأخرى القائمة والناشئة, ومن أهمها استئثار وسائل الإعلام السمعي البصري بحصة كبيرة من الإشهار, بالإضافة إلى الظروف المتفاعلة في البيئة السياسية والثقافية, والمتغيرات الناشئة عن تدابير حكومية تتعلق بأسعار المواد الأولية وغلاء العتاد ومواد الطباعة. وبعد ما أشار المحاضر إلى ما تضمنته تقارير متواترة بشأن اقتراب التحول إلى الصحافة الرقمية قال إن ذلك لن يحدث في وقت قريب, وأنه في المدى المباشر ينصب الانشغال بالمغرب على المشاكل المطروحة حاليا في الصحافة الورقية, وهو ما تنكب عليه السلطة الوصية والأطراف المهنية, وذلك عبر عقدة البرنامج المقررة في لقاء الصخيرات سنة 2005. وشدد على أن هذا البرنامج يرمي إلى هيكلة القطاع وتأهيله مذكرا بأن الأطراف المعنية . مقبلة, في الوقت الراهن, على إعادة النظر في اتفاقية الصخيرات لتحديد الأهداف التي ينبغي أن يخدمها الدعم العمومي للصحافة المكتوبة. ومن جهة أخرى اعتبر المدير السابق لجريدة (العلم) أنه وكما حدث في المشهد الحزبي شديد التفتت بسبب الانشقاقات, فإن تعدد المنابر الصحافية ( 21 يومية, و27 أسبوعية كلها تعتبر مصنفة حسب اللجنة الثنائية المشار إليها آنفا) "راجع إلى الميل إلى الاستقلال بالأمر في خلايا صغيرة, بدلا من ضم الجهود في تجمعات مهنية كبيرة يتطلبها إنجاز جريدة يومية ذات كفاءة في إشباع تطلعات القراء. فكل جريدة جديدة هي نتيجة الانشقاق عن جريدة أم". وأوجز الأستاذ العربي المساري الملامح العامة للصحافة المكتوبة بالمغرب, بأنها منتوج غالبا ما يتم صنعه في حوالي 4 إلى 6 ساعات, ويقدم في حوالي 12 إلى 16 صفحة, وفي حالات معدودة في 20 إلى 24 صفحة. وينتجه طاقم يتألف في الغالب من أقل من 20 صحافيا. وأضاف أنه وتبعا لسجل سنة 2008 هناك خمس جرائد تشغل ما بين 33 و 61 صحافيا. و3 منها تشغل فوق 20 . و8 جرائد تشغل أقل من 20. واثنتين تشغلان فقط 6 و9 صحافيين.وبلغ مجموع الحاملين للبطاقة المهنية في الصحافة المكتوبة في السنة المذكورة 444 في الجرائد اليومية, و199 في الجرائد الأسبوعية.