اعتبر وزير الاتصال السابق محمد العربي المساري في درس افتتاحي بكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض في مراكش حول مستقبل الصحافة الورقية، أن الجريدة اليومية المغربية المكتوبة منتوج مكيف بظروف إنتاجية، وبأساليب استثمارية، وبرهانات سياسية وثقافية، تجعل له ديناميكية خاصة. وأوضح المساري حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء أن المقاولة الصحافية المغربية بكبيرها وصغيرها تتعرض لمشاكل من نوعين؛ هيكلية وظرفية، محددا النوع الأول في انتشار الأمية التي تجعل السوق ضيقا، وضعف القدرة الشرائية التي تؤدي خاصة إلى إفراز ظاهرة كراء الجرائد، و ضعف الاستثمار، إذ إن أغلب المقاولات هي عبارة عن مبادرات متواضعة، بالإضافة كذلك إلى قلة المطابع المقتدرة في الجهات، إذ لا يمكن إنجاز طبعات جهوية للتغلب على مشكلة النقل، وأخيرا الخصاص في التدبير. ولخص النوع الثاني من المشاكل في المزاحمة التي تخلقها وسائل التعبير الأخرى القائمة والناشئة، ومن أهمها؛ استئثار وسائل الإعلام السمعي البصري بحصة كبيرة من الإشهار، بالإضافة إلى الظروف المتفاعلة في البيئة السياسية والثقافية، والمتغيرات الناشئة عن تدابير حكومية تتعلق بأسعار المواد الأولية وغلاء العتاد ومواد الطباعة. ومن جهة أخرى اعتبر المساري أن تعدد المنابر الصحافية راجع إلى الميل إلى الاستقلال بالأمر في خلايا صغيرة، بدلا من ضم الجهود في تجمعات مهنية كبيرة يتطلبها إنجاز جريدة يومية ذات كفاءة في إشباع تطلعات القراء، فكل جريدة جديدة هي نتيجة الانشقاق عن جريدة أم.