فقدت الساحة الإعلامية الوطنية, بعد ظهر الجمعة, أحد أعلامها المتميزين, المرحوم أحمد عكا, الذي لبى داعي ربه بالرباط بعد معاناة مع مرض لم يمهله طويلا, وذلك عن سن 69 عاما. ويعتبر الراحل أحمد عكا, وهو من مواليد الرباط سنة 1940, من أبرز الإعلاميين الذين عملوا في الإذاعة الوطنية, التي التحق بها رسميا سنة 1967, حيث كان يكلف قبل ذلك بتقديم برامج تعنى بالشأن الديني من إعداد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. كما تميزت مسيرة الراحل أحمد عكا بعمله خارج الإذاعة المركزية, خاصة بالإذاعة الجهوية بمراكش وإذاعة طرفاية لدى إحداثها سنة 1974, كما كان من أوائل الإعلاميين الذين التحقوا للعمل بإذاعة العيون منذ استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية, ليتفرغ بعد عمله بالإذاعة المركزية لإعداد وتقديم برامج بإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم إلى متم سنة 2008. وتميز المرحوم أحمد عكا بصفات المذيع الناجح والمقدم البارع, خصوصا في نشرات الأخبار التي كان يطبعها بصوته القوي والمتميز أو البرامج الثقافية والفنية أو التحقيقات أو الروبوتاجات أو الوصف الحي للعديد من التظاهرات والأحداث الوطنية. كما عرف الراحل أحمد عكا بإخلاصه في عمله وصفاته الأخلاقية الراقية وعلاقاته الإنسانية النبيلة مع زملائه داخل العمل وخارجه, وعشقه للعمل الإذاعي وتفانيه في تقديم مادته الإذاعية على أحسن وجه وفي أجمل صورة, وقد ساهم بمهنية كبيرة في تكوين أجيال من الصحفيين الشباب الذين التحقوا بالإذاعة الوطنية في عقد الثمانينيات. وكان المرحوم, بما عرف عنه من الانضباط والاستماتة, قدوة يحتذى بها في مسيرة طويلة استوجبت الصبر والجلد ومكابدة المعاناة, لاجتياز الطريق إلى النجاح, وهو ما استطاع أن يحققه الراحل وهو يتحمل الرسالة الإعلامية المقدسة خدمة للمستمعين وللوطن.وسيوارى جثمان المرحوم أحمد عكا, وهو أب لستة أبناء (أربعة ذكور وبنتان) الثرى السبت بعد صلاة الظهر بمقبرة سيدي الهاشمي بجماعة عين عتيق (عمالة تمارة).