أبدى حزب الاستقلال أمس الثلاثاء استعداده للتحالف مع الإسلاميين لتشكيل حكومة ائتلافية، وقال عبد الله البقالي القيادي في حزب الاستقلال ''المغرب في حاجة إلى تكتل القوى السياسية غير المنتمية للأحزاب الإدارية''، موضحا أن هذا التحالف سيكون بين ''أحزاب الكتلة الديمقراطية وحزب العدالة والتنمية الإسلامي''. و نفى القيادي بحزب الاستقلال، بداية التفاوض مع حزب العدالة والتنمية حول نصيب كل طرف من الكعكة الحكومية، وقال ''أخلاقيا ننتظر أن يقوم الملك باستقبال رئيس الحزب الفائز، ومن الممكن أن يقوم بتعيين رئيس الحكومة، وبعدها ننتظر من رئيس الحكومة أن يخاطبنا خلال 24 ساعة للتفاوض حول تشكيل حكومة ائتلافية''. واعتبر عبد الله البقالي أن نجاح حزب إسلامي في المغرب جاء نتيجة ''النجاح الكبير الذي تحققه الحركات الإسلامية بسبب انفتاحها في التعامل مع الواقع بعيدا عن الشعارات''، مبرزا نموذج حزب العدالة والتنمية في تركيا والأحزاب الإسلامية في آسيا، وأضاف ''الأحزاب الإسلامية في آسيا تسعى لتكييف برامجها مع الواقع''. وبخصوص مدى استعداد حزب الاستقلال تبني برنامج حكومي ذي طبعة إسلامية، قال البقالي ''الإخوان المسلمون مستعدون لإحداث بعض المراجعات الفكرية''، مضيفا ''نعم للإسلام ولكن هناك قضايا تفرض اجتهادا حتى داخل الإسلام نفسه''. وفيما يتعلق بنتائج الانتخابات، أشار البقالي إلى أن مقاعد الحزب ارتفعت من 45 إلى 60 مقعدا حسب النتائج النهائية، واصفا ذلك بالنتيجة الإيجابية مقارنة بالانتخابات السابقة التي تحصل فيها على 48 مقعدا، رغم أنه تراجع هذه المرة من المرتبة الأولى إلى المرتبة الثانية بعد حزب العدالة والتنمية الإسلامي، مشيرا إلى أن هذه النتيجة الإيجابية جاءت بالنظر إلى ارتفاع العدد الإجمالي للمقاعد البرلمانية رغم أن الحزب مشارك في الحكومة وفي ظل أزمة عالمية خانقة وظروف اجتماعية صعبة، معتبرا أن ''الناخب المغربي قدر عمل هذا الحزب''. وتجدر الإشارة إلى أن النتائج النهائية للانتخابات أظهرت حصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي على 107 مقاعد بزيادة 27 مقعدا عن النتاج الأولية، ثم حزب الاستقلال ب60 مقعدا (+15 مقعدا)، متبوعا بحزب التجمع الوطني للأحرار المحسوب على الأحزاب الإدارية ب52 مقعدا (+14)، فحزب الأصالة والمعاصرة المحسوب أيضا على الأحزاب الإدارية، ب47 مقعدا (+14 مقعدا)، ثم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ب39 مقعدا (+13 مقعدا). وفي سياق آخر، أكد البقالي أن جميع الأحزاب المعروفة في المغرب ''بالإدارية'' تراجعت على غرار حزب الأصالة والمعاصرة وحزب التجمع للأحرار الذي قال إنه ''تم دعمه بشكل كبير ورئيسه كان يحضر نفسه لرئاسة الحكومة المقبلة، ولكن بعد النتائج المحصل عليها أغلقت أفواه قيادييه''، مضيفا أن ''حزب الشعبية هو الآخر أعلن تراجعه في هذه الانتخابات''. أما ما تعلق بالاتحاد الاشتراكي أكبر الأحزاب اليسارية في المغرب، والذي حل خامسا ومن المنتظر أن يستقيل أو يقال رئيسه فأوضح عبد الله البقالي أن ''مرتبته لم تتغير وأن الكثير من الأسماء البارزة في هذا الحزب فازت بمقاعد في البرلمان''. وعلى الصعيد الدولي دعا القيادي في حزب الاستقلال إلى تجاوز العلاقات الجزائرية-المغربية للمطبات الكبرى التي تعيق تعاون متين بين البلدين، وعبر عن أمله في أن تكون الديمقراطية الجسر الذي يربط الشعوب المغاربية.