فتحت مراكز الاقتراع أبوابها الأحد في إسبانيا للتصويت في الانتخابات العامة المبكرة التي ستثمر عن تشكيل حكومة جديدة في البلاد. وبدأت عملية التصويت الساعة 09:00 ت م (08:00 ت ج) من صباح اليوم، لاختيار 350 نائبا في مجلس النواب و208 أعضاء في مجلس الشيوخ. ومن المنتظر أن يصوت في انتخابات اليوم 35 مليون و779 ألف و208 ناخبا يحق لهم التصويت، بينهم 34.29 مليون يعيشون داخل إسبانيا، منهم نحو 200 ألف شاب يصوتون للمرة الأولى، بجانب 1.48 مليون إسباني يقيمون في الخارج. ويبلغ عدد مراكز الاقتراع 23 ألف و82 في مختلف أنحاء البلاد، ومن المقرر أن تغلق أبوابها الساعة 20:00 ت م (19:00 ت ج) من مساء اليوم. تجرى انتخابات اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة حيث يقوم نحو مائة ألف من عناصر الشرطة وقوات الأمن والهيئات الأمنية في الدولة بحراسة مراكز الاقتراع. ويتنافس في انتخابات اليوم أربعة آلاف و359 مرشحا على مقاعد مجلس النواب بينهم 2261 رجلا و2098 امرأة، بينما يتنافس 1213 مرشحا على مقاعد مجلس الشيوخ بينهم 720 رجلا و493 امرأة. ومن المعروف أن الحزب الذي سيحصد أكبر عدد من الأصوات في انتخابات اليوم هو الذي سيقوم بتشكيل الحكومة الإسبانية الجديدة. يشار إلى أن انتخابات اليوم كان من المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل ولكن رئيس الحكومة الإسبانية الحالي خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو قرر تقديم موعدها لكي تتمكن الحكومة الجديدة من التصدي للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد والإعداد لموازنة البلاد لعام 2012. وتعد هذه أول انتخابات تجرى دون مخاوف من تهديد منظمة إيتا الإرهابية، نظرا لأنها أعلنت في 20 أكتوبر/تشرين أول الماضي "التخلي نهائيا" عن أنشطتها المسلحة. وتشير استطلاعات الرأي حتى الآن إلى أن الحزب الشعبي بقيادة ماريانو راخوي سيفوز بالأغلبية المطلقة في انتخابات اليوم، متفوقا على مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم ألفريدو بيريث روبالكابا. ومن المعروف أن الحزب الشعبي يحكم 11 من مجمل 17 إقليما تتألف منه إسبانيا، ويتوقع أن يتفوق على الحزب الاشتراكي في انتخابات اليوم بفارق يتراوح بين 13 و17 نقطة. ومن المنتظر أن يحقق الشعبيون فوزا قياسيا في انتخابات اليوم يتفوقوا به على الرقم القياسي الذي حققه الاشتراكيون في انتخابات عام 1982 بقيادة فيليبي جونثالث والتي حصد فيها الحزب الاشتراكي 202 مقعد في البرلمان. وتأتي انتخابات اليوم في الوقت الذي تعاني منه إسبانيا من أزمة اقتصادية كبيرة خلفت نحو خمسة ملايين عاطل أي ما يمثل 21.52% من الشعب الإسباني، كما تعرض اقتصاد البلاد لحالة ركود خلال الربع الثالث من العام الحالي فيما سجلت عائدات السندات الإسبانية ارتفاعا كبيرا محققة أعلى مستوياتها منذ إصدار عملة اليورو عام 1999. وتجرى الانتخابات في ظل الاحتجاجات التي يقوم بها نشطاء حركة "15-مايو" الإسبانية المعروفون باسم "الغاضبون"، للمطالبة بالتغيير السياسي والاقتصادي الاجتماعي داخل إسبانيا وللتنديد بهيمنة الحزبين الكبيرين الاشتراكي والشعبي على الساحة السياسية. يشار إلى أن انتخابات اليوم هي الانتخابات الحادية عشرة في تاريخ إسبانيا منذ إرساء قواعد الديمقراطية في البلاد بعد انتهاء حكم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، حيث كانت أول انتخابات في مدريد عام 1977 وبعدها أجريت انتخابات عامة أعوام ( 1979 و1982 و1986 و1989 و1993 و1996 و2000 و2004 و2008). راخوي : أنا مستعد لتنفيذ ما يريده الإسبان وأكد مرشح الحزب الشعبي المعارض لرئاسة الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، "استعداده لتنفيذ ما يريده المواطنون الإسبان"، في حالة فوز حزبه بالانتخابات العامة، ومن ثم اختياره لقيادة البلاد خلال السنوات الأربعة المقبلة. وتشهد إسبانيا اليوم انتخابات عامة تم توجيه الدعوة للمشاركة فيها إلى قرابة 36 مليون مواطن، وتجرى في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد. وتوجه راخوي، الذي تشير كافة استطلاعات الرأي إلى فوزه في هذه الانتخابات، إلى أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة الإسبانية مدريد برفقة زوجته إلبيرا فرناندث. وقال المرشح المحافظ "أعمل بالسياسة منذ سنوات طويلة.. وكلفت بمسئوليات كثيرة، فكنت عضوا بالبلدية منذ سنوات طويلة وأنا الآن على استعداد لتنفيذ ما يريده المواطنون الإسبان.. إنني في خدمتهم". وأكد راخوي أنه يشعر ب"الحماس"، معربا عن سعادته لانتهاء الحملة الانتخابية "دون عقبات". كما وجه نداء للمشاركة باعتبار أن انتخابات اليوم هي الوقت المناسب ليقوم أفراد الشعب ب"التعبير واتخاذ القرار". وأوضح : "أود أن يختار الإسبان حكامهم وأريد أن يكون حكامهم على قدر المسئولية.. فنسبة التصويت الحاشدة حاليا ستكون دون شك رسالة مؤثرة للعالم بأسره". روبالكابا يدعو للتصويت في "مفترق تاريخي" بإسبانيا وطالب مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم لرئاسة الحكومة في إسبانيا، ألفريدو بيريث روبالكابا، مواطنيه بالتصويت في الانتخابات، قائلا إن البلد "يشهد مفترقا تاريخيا". وتشهد إسبانيا اليوم انتخابات عامة تم التوجيه الدعوة للمشاركة فيها إلى قرابة 36 مليون مواطن، وتجرى في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد. وأدلى روبالكابا، مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم والذي تشير كافة استطلاعات الرأي إلى خسارته أمام مرشح الحزب الشعبي المعارض ماريانو راخوي، بصوته في إحدى المناطق القريبة من العاصمة مدريد. وكان في استقبال روبالكابا وزوجته، مجموعة صغيرة من أتباع الحزب الاشتراكي الذين هللوا لوصوله، بجانب العديد من الصحفيين. وبعد إدلائه بصوته، أكد روبالكابا أن "إسبانيا تشهد مفترقا تاريخيا.. وتعتبر السنوات الأربعة المقبلة في غاية الأهمية بالنسبة لمستقبلنا والأكثر أهمية في تلك الظروف هو أن يدلي المواطنون بأصواتهم". وذكر المرشح الاشتراكي، الذي طالما صرح بأنه "متحمس"، أنه سيخصص صباح اليوم للقراءة والراحة وفترة بعد الظهر "للعمل". (إفي)