أسابيع قبل انطلاق الحملة الممهدة لانتخابات 25 نونبر، تلقى حزب العدالة والتنمية إشارات مباشرة عن إمكانية انتماء إدريس جطو، الوزير الأول السابق، إلى الحزب الإسلامي. الخبر بدا مثيرا لقيادة الحزب ومناضليه، فإدريس جطو ليس شخصية عادية، فقد قاد الحكومة المنبثقة عن انتخابات 2002، وسبق أن تولى منصب وزير الداخلية، لكنه بقي شخصية محترمة من طرف الإسلاميين. القصة بدأت في لقاء جمع بين القيادي في الحزب محمد خليل، الطبيب المختص في الطب الصيني، مع صهر إدريس جطو، بوفتاس، وهو أيضا ابن أخي الوزير السابق عبد الرحمان بوفتاس. ومعروف أن علاقة عائلة بوفتاس بعائلة جطو قديمة وتتداخل فيها العلاقات الأسرية بالتجارة. اقترح صهر جطو على محمد خليل أن ينتمي الوزير الأول السابق إلى حزب العدالة والتنمية، فكان المقترح مغريا ومثيرا في الآن نفسه بالنسبة إلى الإسلاميين. كانت العبارات التي اختارها صهر جطو منتقاة بعناية : "لماذا لا تفكرون في الاتصال بإدريس جطو لينتمي إلى الحزب". كانت تلك إشارة واضحة إلى أن المتحدث مقرب من جطو، ولا يمكنه أن يتفوه بما قاله لو لم يكن قد سبق أن ناقش الموضوع مع جطو نفسه، وقد اختار الطبيب محمد خليل لإبلاغ الرسالة إلى الحزب لأنه صديقه. كان جواب هذا الأخير هو أنه "إذا كانت للسيد جطو رغبة في الانتماء إلى الحزب فما عليه سوى التعبير عن هذه الرغبة مباشرة لقيادة الحزب، وحينها ستجتمع الأمانة العامة لتقر في الموضوع"، وشرح خليل لصديقه مسطرة الانتماء إلى الحزب. ورغم ذلك، فقد نقل خليل ما دار من نقاش بينه وبين صهر جطو إلى أعضاء في الأمانة العامة منهم عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب. وفهمت قيادة الحزب أن جطو يريد الانضمام إليهم، لكنه يريد من قيادة الحزب أن تتصل به بعدما تلقت الإشارة من صهره، لكن الاتصالات لم تتم. بعد أيام، التقى الطبيب خليل صديقه بوفتاس، صهر جطو، من جديد في أحد مطاعم الدارالبيضاء، وكان لقاء لجس النبض من جديد، فخليل ينتظر أن يفاتحه صديقه من جديد في موضوع انتماء إدريس جطو إلى الحزب الإسلامي، لكن هذا الأخير لم يفعل. ربما كان بوفتاس بدوره ينتظر أن يبادر خليل بإثارة الموضوع لكن الجانبين لم يتطرقا إلى شيء من هذا القبيل ليطوى الملف. وفي اتصال ل"أخبار اليوم" بجامع المعتصم، عضو الأمانة العامة للحزب، للاستفسار عن الموضوع، قال : "بلغنا أن إدريس جطو لديه رغبة في الانتماء إلى الحزب لكنه لم يتصل بنا، ربما كلف مقربا منه لإبلاغنا ذلك". وأكد المعتصم أن "موضوع انتماء جطو أصبح غير مطروح حاليا ما دام لم يعبر عن رغبته مباشرة للحزب". وبدوره بدا إدريس جطو متحفظا عندما اتصلت به "أخبار اليوم"، مفضلا عدم نشر الموضوع، وقال: "أنا شخصيا لم أتصل بالعدالة والتنمية لاقتراح انتمائي إليه". هذا، وتبدو محاولة ضم شخصية مثل إدريس جطو إلى حزب العدالة والتنمية بمثابة سيناريو كان يجري الإعداد له لحل إشكالية تعيين رئيس الحكومة في حالة فوز الحزب الإسلامي بالانتخابات، ولهذا السبب ربما لم يتعامل بنكيران بحماس مع انتماء جطو إلى حزبه. ترى ما هي السيناريوهات الأخرى المطروحة لدى العدالة والتنمية إذا فاز في الانتخابات بعد فشل سيناريو انتماء جطو إليه؟