اكد الكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي في مقابلة مع وكالة فرانس برس انه يتحمل جزءا من المبادرة والمسؤولية في التدخل الدولي في ليبيا, معتبرا ان هذا النوع من "حق التدخل" هو "سابقة" يجب ان "تدفع طغاة آخرين الى التفكير". وقال هنري ليفي "بالنسبة لمثقف يرهبه العنف ويعرف الحرب بدرجة كافية ليخاف منها, فان المشاركة — الى اي درجة لا اعرف — في بدء الحرب وقرار تمديدها ليست امرا سهلا". وفي كتابه الذي يصدر قريبا "الحرب بدون ان نحبها", يروي برنار هنري ليفي (63 عاما) ان فرنسا قدمت بشكل مباشر او غير مباشر كميات كبيرة من الاسلحة الى المتمردين الليبيين الذين كانوا يقاتلون للاطاحة بمعمر القذافي, تقرر حجمها في اجتماعات كان بعضها سريا. وهو يتحدث ايضا عن اول لقاء له في بنغازي في الخامس من آذار/مارس مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل, منذ اتصاله الهاتفي العفوي مع الرئيس نيكولا ساركوزي. واستقبل المتمردون بعد خمسة ايام من ذلك في الاليزيه واعترفت باريس بالمجلس الوطني الانتقالي. ويقول انه في ذلك الوقت "لم اكن اعرف من هو عبد الجليل لكنني كنت اعرف ما هي المجزرة واعرف ان مدينة يعاقبها ديكتاتور (...) في الواقع انه امر مرتبط بالحدس. قلت انه امر غير ممكن ويجب ان نبذل كل الجهود لمنع هذه الكارثة المعلنة". ويتحدث الكاتب ايضا الذي اصبح احد اهم الفاعلين في هذا النزاع, عن اللقاءات التي عقدت في الاليزيه في الاشهر التي تلت بين نيكولا ساركوزي والقادة العسكريين للتمرد الذين تلقوا مساعدة مهمة بالاسلحة. ويقول "اعتقد انني حسنا فعلت عندما شعرت ان الطريقة الوحيدة للاستيلاء على طرابلس, اي وقف الحرب, هي تسليح مصراتة. كان هذا حدسي وصادف انني كنت استطيع الاتصال بساركوزي". ويتابع انه قرر "ان يأتوا الى باريس (قادة مصراتة) وجعل الرئيس يستقبلهم (في 20 تموز/يوليو) واقناعه بمواصلة تسليح المتمردين وهذا لم يكن بالامر السهل". ولا يريد هنري ليفي تقييم تأثيره على الرئيس الفرنسي الذي اتخذ في 19 آذار/مارس قرار شن العملية العسكرية في ليبيا. ويقول انه لولا تدخله "لكان تحرك فرنسا هو نفسه لكن باشكال اخرى وسيناريوهات اخرى". ويؤكد ان هذا التخل في ليبيا "هو سابقة لرجال من جيلي رأوا حق التدخل يسقط في اغلب الاحيان". ويتابع هنري ليفي "اعتقد ان هذا يمكن ان يصبح مدرسة تدفع طغاة آخرين الى الفتكير وعلى كل حال طغاة المنطقة". ويوضح ان "الطريقة التي جرت فيها الامور بما يتطابق مع روح ونص القرار (الاممالمتحدة) يعطي الاسرة الدولية الحريصة على وقف مجزرة اخرى في مكان آخر, سوريا مثلا, تشجيعا على التحرك". ويعرب هنري ليفي عن ثقته في ليبيا الجديدة على الرغم من تصريحات القادة الجدد بشأن الشريعة وملابسات مقتل معمر القذافي. ويقول ان "الامور العملية التي تثير الامل لدي هي ان قتل القذافي صدم عددا كبيرا من الليبيين وعلى كل حال صدم قمة القيادة كما صدمني وصدمكم". وحول وضع المرأة, يضيف ان الجدل بين "انصار عودة تعدد الزوجات والغاء التطليق ليسوا اغلبية". ويتابع ان "هذا المجلس الوطني انتقالي واؤكد على كلمة انتقالي, ليس مهمته رسم ملامح ليبيا الغد". وعلى الصعيد السياسي, يرفض الكاتب الفرنسي الاهتمام بالفوائد التي يمكن ان يجنيها ساركوزي من هذه الازمة. ويقول "لا يهمني ذلك". ويضيف ان "ما اثار اهتمامي في هذه القضية هو انه كان هناك شعب مهدد وديكتاتور مستعد لفعل كل شىء. وداخل نيكولا ساركوزي تعايشت معا اكثر الدوافع نبلا والحسابات السياسية".