أكد المشاركون في ندوة نظمت, الجمعة بمراكش, أن "الربيع العربي" أفرز جيلا جديدا من الشباب يتطلع إلى تحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية. وأضاف المتدخلون خلال هذه الندوة, المنظمة من طرف مركز تنمية جهة تانسيفت بتعاون مع معهد "سيرفانتس" بمراكش حول موضوع "المغرب والربيع العربي" بمشاركة الكاتب العالمي خوان غويتصولو والباحث المغربي عبد الحي المودن, أن هذا الحراك يعد نتيجة حتمية نظرا لتراجع المكتسبات الاجتماعية بمعظم دول المنطقة, الى جانب انسداد الأفق وجه الشباب العربي الطامح الى العيش بكرامة في مجتمع تسوده الديمقراطية والحداثة. وبعدما استعرضوا المراحل التي مرت منها الثورات العربية, خاصة بتونس ومصر وليبيا, لاحظ المتدخلون أنه من شأن هذه الثورات تحقيق مجموعة من المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وبإمكانها تغيير أنماط الحكم السائدة بأخرى أكثر ديمقراطية. وأشاروا الى أن تحليل مظاهر التحول التاريخي الذي يحمله هذا الحراك وأشكال استجابة المغرب له وصيغ تفاعل قواه معه يبرر اختيار هذا الموضوع, نظرا للتشابه المسجل بين الحركات الاجتماعية والسياسية التي عرفتها إسبانيا في السبعينات من القرن الماضي وتلك التي تكتسح اليوم المجتمعات العربية عموما. وأبرزوا, في هذا السياق, أن هناك ارتباطا بين تجربة الانتقال الديمقراطي التي عاشتها إسبانيا في السبعينات وتلك التي يعيشها المغرب في بداية الألفية الثالثة, موضحين أن ما يقع الآن في المغرب, هو دينامية حقيقية, وربما استمرارية للحراك الإجتماعي والسياسي الذي انطلق منذ سنوات السبعينات, والتي كان لها تأثير في بناء جزء من ثقافة المجتمع المغربي. وأكدوا أن المغرب كان سباقا في المنطقة العربية إلى طرح قضايا الإصلاح وإطلاق حوار سلمي, لكن التطورات الجارية حاليا بالمنطقة العربية وانعكاساتها ساهم في تسريع مسار الإصلاح بالمغرب. يشار الى أن مركز التنمية لجهة تانسيفت, الذي تأسس عام 1998 من قبل مجموعة من فعاليات المجتمع المدني النشيطة والفاعلة على مستوى جهة مراكش تانسيفت الحوز, يهدف الى المساهمة في تنمية الجهة, باعتبارها إطارا مؤسساتيا ومجالا للمبادرة وتوقع وتنفيذ السياسات الجهوية في ميدان التنمية.