لم يستطع لودوفيتش أنسل، وهو أحد أعضاء نادي "كاميكاز رايدرز" لأصحاب الدراجات النارية، أن هذه "العائلة"، كما يسميها، ستجد نفسها متورطة في قضية إرهاب. ومع ذلك، فإن هذا ما يؤكده الواقع. ولم يتردد المحققون البلجيكيون في الاهتمام بموضوع هذه "العائلة" التي تتخذ لها مقرا بضاحية بروكسيل، وتحديدا بملف التهديدات "الجدية" للهجمات ببلجيكا. تهديدات أدت إلى توقيف شخصين عضوين في نادي "كاميكاز رايدرز"، وهما محمد ك وسعيد س، حسب ما جاء في اليومية البلجيكية "ديرنيير هور". والشخصان، اللذان تم توقيفهما في الأيام الأخيرة، متهمان بالإعداد لهجمات ببروكسيل خلال أعياد نهاية السنة. وحسب عدد من وسائل الإعلام البلجيكية، فإن أحدهما، المتهم ب"التهديد بهجمات، والمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية بصفته مُسَيِرا ومجنِّداً لعناصر بهدف القيام بأعمال إرهابية "، يبلغ من العمر 30 عاما المتكونة من سائقي الدراجات النارية، وينحدر من مدينة أنديرلخت، في ضاحية بروكسيل. هذا كل ما في الأمر. لا أقل ولا أكثر. الصحيفة اليومية المذكورة تؤكد أيضا أن اسمه العائلي ورد في الملف الغامض ل"الشريعة البلجيكية". وكان الرجل قد أُدِين بسبب السطو المسلح. إذن، هل يمكن أن نعتبر جماعة سائقي الدراجات النارية أنها الغرفة الخلفية لمنظمة إرهابية؟ يبدو أن الأمور تبدو شيئا ما معقدة. من "السكوتر" إلى الدراجات النارية الضخمة يقول لودوفيتش أنسل لميكروفون "إر تي إيل" البلجيكية: "نقوم بإعداد كليبات فيديو، وتجمعات للدراجات النارية، وأعمال خيرية للمدارس المهمشة وأشياء من هذا القبيل"، علما أنه عضو منذ عشر سنوات في الجماعة التي تتخذ لها شعار الساموراي كعلامة خاصة بها. بالنسبة لمسألة الفيديو، فإن "الكاميكاز رايدرز" بارعون في ذلك. كما أن أشرطة الفيديو التي تسجل أنشطتهم عديدة. وتعود إلى عشر سنوات خلت. وتظهر هذه الأشرطة هؤلاء الأشخاص في صورة أنصار "ستونت" (لعبة تتمثل في القيام بأعمال بهلوانية على الدراجات النارية) خلال استعراضات في شوارع العاصمة البلجيكية. ومع مرور الوقت، حدث تطور في الآليات وفي أنشطة الجماعة أيضا. ومؤخرا أصبحت الجماعة تتلقى عروضا من أجل تصوير فيديوهات "كليب" في رقص "الراب"، كما أن الدراجات التي يقودونها أصبحت في مستوى آخر مغاير لدرجات زمان. هؤلاء "الساموراي" يصنفون أنفسهم في إطار ثقافة "الضاحية" كما تظهر في أشرطة وأغاني "الراب"، ويرتدون زيا خاصا بهم، كما يعرضونه للبيع على شبكات التواصل الاجتماعي. إلى هذا الحد، فإن الأمر لم يكن يتجاوز جماعة من الشبان يلتقون للقيام بهذه الأنشطة. لكن سرعان ما سيظهر من خلال رؤية أشرطة فيديو الجماعة أن بعض أعضائها يتقاسمون قراءة (جد) راديكالية للإسلام. "كانا متشبثين بدينهما، لكنهما لم يكونا متطرفين" يقسم لودوفيتش بأغلظ الأيمان أن الجماعة ليست إسلامية خاصة. يقول في هذا الصدد: "لا يوجد فقط عرب أو فقط مسلمون. هناك أيضا مسيحيون، وأفارقة. نحن نشكل عائلة". يسلّم الرجل بأن محمد ك. وسعيد س (المشتبه بهما اللذين يوجدان تحت طائلة الاعتقال) "كانا فعلا متشبثين جدا بدينهما، لكن لم يقوما أبدا بأي شيء ذي طبيعة متطرفة" قبل أن يضيف لوكالة الأنباء "بيلجا": "لم أشاهد أبدا قيامهما بدعاية إسلامية". مع ذلك، لم يخف أحد أعضاء الجماعة، وهو سعيد أبو شهيد، تعاطفه مع "داعش". ومن بين تسعة فيديو التي أنتجها أعضاء "الكاميكاز" خلال سنة واحدة، نجد أربعة منها فقط تتعلق بأنشطة نادي سائقي الدراجات النارية. والباقي دعاية متطرفة من بينها شريط فيديو يظهر الولاء للمنظمة الإرهابية العالمية. وبالنسبة ل133 شريط فيديو المضافة، فإن أغلبها دعاية متطرفة صرفة. مثل أشرطة فيديو عمر أومسن وتلك التي تأتي مباشرة من "داعش"، حيث إن هذا العضو المنتمي ل"الكاميكاز رايدرز"، يعلن انتماءه الكامل للفكر الجهادي. من جهة أخرى، يحمل الفيديو الأخير حول "الكاميكاز"، أغاني دينية حلت محل موسيقى الراب المعتادة التي ترافق أشرطة فيديو الجماعة. يتعلق الأمر بفيديو تم إرساله في شهر أكتوبر 2014 كمبادرة لتكريم أحد أعضاء الجماعة الذي توفي في حادثة سير. أما بالنسبة لصفحة "الفايسبوك" الخاصة بالجماعة وكذا أغلب الفيديوهات المتعلقة ب"الكاميكاز"، فليست هناك أية إشارة إلى الدين. الشيء الذي يبين أن الجماعة المشار إليها ليست هي المستهدفة بل بعض أعضائها الذين طالهم التطرف. لم يتم العثور لا على أسلحة ولا على متفجرات خلال عملية المداهمة. لكن المحققين عثروا على "معدات معلوماتية، وملابس خاصة بالتداريب من النوع العسكري، ومعدات للدعاية للدولة الإسلامية". بعد تقديم محمد ك وسعيد س أمام قاضٍ (الخميس 31 دجنبر 2015)، يبقى السؤال حول ما إذا كانت جماعة "الكاميكاز رايدرز" ستستأنف أنشطتها في مجال الدراجات النارية خاصة إذا ظل قائدها رهن الاعتقال. "هوف بوست ووكالة الأنباء الفرنسية 30 دجنبر 2015