تسبب تأخر تساقط الأمطار هذه السنة تخوف كبير من طرف سكان المناطق القروية و المهتمين بالقطاع الفلاحي حول ضعف محصول هذه السنة التي من خلال المؤشرات الموجودة قد تعرف جفافا سيؤثر على الانتاج الفلاحي بالمملكة. وتشير التوقعات باستمرار انحسار الأمطار أسابيع إضافية مما يجعل من الصعب، تدارك الموسم الفلاحي الحالي قبل فوات الأوان وأعرب فلاحون صغار عن قلقهم من مستقبل الموسم الفلاحي الجديد، فيما سبق لمديرية الأرصاد الجوية، أن كشفت منذ أيام قلائل، بأنه لا توجد في الأفق القريب أية بوادر لأمطار غزيرة تعم البلاد. و من جانب أخر توقعت وزارة الفلاحة أن يتم هذه السنة تحقيق محصول في حدود 70 مليون قنطار، مقابل 115 مليون قنطار التي تم تسجيلها في الموسم الماضي. و قال خبراء متخصصين في الأرصاد الجوية، أن تأخر الأمطار مرده استمرار ضغط جوي مرتفع يغطي شمال إفريقيا ومساحات شاسعة من أوروبا، ولهذا فكل الاضطرابات الجوية المطيرة تبقى حبيسة شمال المحيط الأطلسي وشمال أوروبا، مضيفا أن توقعات مديرية الأرصاد تؤكد استمرار هذه الوضعية لأسبوع إضافي، ولهذا لا يمكن توقع تهاطل الأمطار، باستثناء تساقطات خفيفة في بعض المناطق الشمالية. كما أكدت التوقعات أن بعض الزاراعات ستتضرر في الوقت الراهن، في حين أن الأمل ما يزال أمام زراعات أخرى ستستفيد من الأمطار لاحقا. ودأبت وزارة الأوقاف المغربية على إعلان صلاة الاستسقاء كلما بدأ الموسم الفلاحي بشح في التساقطات المطرية، وما يرافق ذلك من تأثير سلبي على الفلاحة المغربية التي تعتمد بنسبة كبيرة في مياه السقي على المطر و قد أقيمت يوم الجمعة المنصرم، صلاة الإستسقاء في مختلف جهات المملكة. و تجدر الإشارة إلى أن قطاع الفلاحة يشكّل نسبة 15 في المائة من الناتج المغربي الخام، وتهمين على حوالي 40 في المائة من مناصب العمل في المغرب، كما أن المغرب، أطلق مخططا اقتصاديا في المجال الفلاحي تصل كلفة الاستثمارات فيه إلى 170 مليون دولار على مدى عشر سنوات. و يشكل مخطط المغرب الأخضر محورا ذا أهمية من أجل ضمان تنمية القطاع من خلال نشر العلوم والتقنيات الفلاحية والبيطرية، كما يروم هذا المخطط إلى توسيع التأمين الفلاحي المتعدد المخاطر ليشمل أشجار الفواكه والاستغلاليات الفلاحية ذات المساحات الكبرى لتخفيف ضرر الفلاحين الصغار.