استفاق الأمن الدولي متأخرا ليفطن إلى أن تطبيق "تليجرام - Telegram" أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تعج بها وسائل التكنولوجيا الحديثة، من أخطر التطبيقات التي استعملتها الدولة الإسلامية في التواصل بينها في القيادة والقاعدة وهو التطبيق الذي اعتمد عليه التنظيم الإرهابي "داعش" منذ تأسيسه كمنصة للترويج لأفكاره الجهادية واستقطاب المقاتلين من كل أرجاء العالم وتجنيدهم، بل اعتمدته منصة للتواصل فيما بين كل أعضائها بكل حرية ودون أدنى مراقبة ممكنة من الأجهزة الأمنية المختصة في كل بلدان المعمور بما فيها البلدان المتضررة من إرهاب الدولة الإسلامية وكذلك الدول المستهدفة من طرفها. وتضاربت الأخبار منذ أول أمس الأربعاء حول الاستنفار الأمني الدولي بهدف تدمير هذا التطبيق أو إغلاق عدد من الحسابات المعتمدة فيه خصوصا أن داعش روعت باعتمادها هذا التطبيق السلطات الأمنية لكل البلدان ومعها جهاز الأمن الدولي "انتير بول"، وذلك من خلال نشر خطة التأمين للتصدي للهجمات السيبرانية، في وقت توعد فيه مجهولون بإغلاق 78 قناة يستخدمها داعش من خلال هذا التطبيق للترويج لإفكاره الإرهابية، وهي القنوات التي يتم بثها ب 12 لغة. وقد استخدم "داعش" تيليغرام مؤخرا لتبني مسؤوليته عن هجمات باريس الأخيرة، التي أسفرت عما يزيد عن 140 قتيلا، بالإضافة إلى إسقاط طائرة الركاب الروسية المنكوبة فوق سيناء بمصر خلفت 224 قتيلا. وبعد أحداث الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي، شجّع تنظيم "داعش" أتباعه على استخدام تطبيق مراسلات غير مرئي لأجهزة المخابرات. وكان تطبيق "تليغرام" قد تم تأسيسه في 2013، على يد الأخوين الروسيين بافل ونيكولاي دوروف، بعدما كان الأخير (بافل) الذي يعتبر الرئيس المدير العام لهذا التطبيق هو مؤسس الشبكة الاجتماعية الروسية الشهيرة VK، والتي تعد أشهر المنصات المعارضة لسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأكثر من ذلك أن هذا التطبيق يمكن من تداول 12 مليار رسالة في اليوم الواحد من دون أدنى مراقبة أو إمكانية اطلاع على محتواها. وبينما يصر بافل دوروف على أن تطبيق تيليغرام لم يُبرمَج لحماية المتطرفين والإرهابيين، إلا أن كل المعطيات تفيد أن التطبيق صُنِّع لمواجهة التجسس الحكومي، ما جعله مفيداً لجهات وجماعات أخرى وعلى رأسها الدولة الإسلامية في العراق و الشام. بافل دوروف الرئيس المدير العام لتطبيق تيليغرام حسب لوموند ولوفيغارو أكد على أن السبب الأول الذي دفعه لدعم ومساعدة إطلاق تطبيق تليغرام هو بناء وسيلة تواصل لا يمكن اختراقها من جانب السلطات الروسية، كما أنه يلقي باللائمة على الحكومة الفرنسية في استصغارها لهذا التطبيق من خلال مقارباتها الأمنية في مواجهة الإرهاب. وتكمن خطورة تطبيق تيليغرام الذي يوجد مقره في العاصمة الألمانية برلين في صعوبة رصده والتصدي له وفي اللغات الحية اللاتينية التي يستعمل بها والتي تفوق 12 لغة متداولة ناهيك عن بعض اللهجات، كما أن من صعوباته امتلاكه لتطبيقات مشابهة تعتبر لواحق له أزعجت الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في العديد من البلدان، إذ وقفت هذه التطبيقات المشابهة الولاياتالمتحدة الأميركية من تحديد مواقع أعضاء تنظيم داعش في سورياوالعراق وتعقبهم. علاقة باعتماد داعش لهذا التطبيق وبحسب موقع "Daily Beast" الإخباري الأمريكي، فإن التنظيم وضع رسالة على أحد مواقع شبكة الانترنت العميقة (Deep Web)، يشجع فيها أعضاءه على تحميل واستخدام تطبيق "تيليغرام" الذي يتيح لهم ضبط الرسائل على الحذف التلقائي بعد مرور وقت معين.