ما زالت حكومة عبد الإله بنكيران، وخصوصا وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، ملتزمة الصمت تجاه استقدام حركة التوحيد والإصلاح لمحمد العريفي ليلقي محاضرة في مقرها المركزي ويلتقي قياداتها، وهي المحاضرة التي أعلنت عنها الحركة والتي ستدور أطوارها في قاعة المركب الثقافي المهدي بنبركة. وعندما يتعلق الأمر بالعريفي فإن القضية لا تحتاج إلى دلائل وإثباتات حول تورطه في الإرهاب العالمي، بل هو أشهر من نار على علم في هذا المضمار ويعتبر الأب الروحي للانتحاريين السعوديين، وهو يفخر بذلك، ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي صوره بالسلاح مع الجهاديين في سوريا. فالعريفي، صاحب قناة صفا الطائفية، ينتقد القاعدة لكن يدعم داعش وباقي الجماعات التكفيرية وذلك دون مواربة منه، حيث ما زال يحث الشباب على النفير العام لسوريا والعراق ولا يكف عن ذلك، وبالتالي فإن الحجة على أن الرجل إرهابي هي من باب السماء فوقنا. واستغرب عدد من المهتمين إقدام حركة التوحيد والإصلاح، التي تقود الحكومة من خلال حزب العدالة والتنمية، على استقدام رجل يعتبر الأب الروحي للانتحاريين ومن مساندي داعش، حيث يعتبر هذا العمل تطبيعا مع الإرهاب أو محاولة لتبييض تحركات أبناء الحزب، حيث كانت صورة قد جمعت بين عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، وبين النائب البرلماني الكويتي وليد طباطبائي، المعروف بمساندته للإرهابيين بل والقتال شخصيا داخل سوريا، ناهيك عن إرسال أعضاء من الحزب لسوريا للقاء بالجماعات الإرهابية. ومن المؤكد أن قادة الحركة سيوحون إليه بأن يمدح التجربة المغربية حتى يختلط العمل الصالح بالطالح وتمر محاضرة العريفي بسلام، التي الهدف منها هو التطبيع مع الإرهاب. وأعلنت حركة التوحيد والإصلاح أنه بمناسبة العام الهجري الجديد 1437 تنظم حركة التوحيد والإصلاح فرع الرباط محاضرة في موضوع "دور القرآن في بناء الإنسان" من إلقاء الشيخ محمد العريفي، وذلك يوم الأحد 25 أكتوبر الجاري. وقدمت الحركة في إعلانها على أن المحاضرة من إلقاء فضيلة الدكتور محمد العريفي، وأخفت هويته وسيتم طبعا تقديمه على أنه أستاذ العقيدة بالجامعات السعودية، غير أنهم سيخفون عن الجمهور المغربي أن العريفي هو صاحب فتوى جهاد النكاح التي أنكرها متأخرا، وقام مكتبه بحذف شريط الفيديو من اليوتيوب، غير أن تغريدته على التويتر تم نسخها. وقال العريفي في تغريدته "زواج المناكحة الذي تقوم به المسلمة المحتشمة البالغة 14 سنة فما فوق أو مطلقة أو أرملة جائز شرعا مع المجاهدين في سورية وهو زواج محدود الأجل بساعات لكي يفسح المجال لمجاهدين آخرين بالزواج كذلك وهو يشد عزيمة المجاهدين وكذلك هو من موجبات دخول الجنة لمن تجاهد به". وأجاز العريفي في فتواه المحذوفة "أن يقوم المقاتلون من غير المتزوجين أو من المتزوجين الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح شرعية مع بنات أو مطلقات لمدة قصيرة لا تتجاوز الساعة أحيانا يتم بعدها الطلاق وذلك لإعطاء الفرصة إلى مقاتل آخر بالمناكحة" وذكرت الفتوى أنه من بين الشروط المطلوب توافرها في الفتيات المجاهدات بالنكاح هو "أن تتم ال 14 من العمر أو مطلقة ترتدي النقاب أو الزي الشرعي وقد اعتبر أن هذا الجهاد هو "جهاد في سبيل الله وفق الصيغ الشرعية يخول للقائمة به (دخول الجنة) وأنه أفضل وسيلة لجهاد المرأة ضد النظام السوري".