في خضم الأنشطة المكثفة التي تقوم بها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان طانطان – كلميم، نظم بمقر هذه الأخيرة يومه السبت 02 مارس 2013 ، اللقاء التحضيري للندوة الوطنية حول الحسانية المزمع عقدها بمدينة السمارة لاحقا . و قد حضر أشغال هذا اللقاء ثلة من الأساتذة المهتمين بالشأن الحساني و مجتمع البيضان ، كما حضره أيضا مجموعة من الشباب الباحثين في نفس المجال . هذا الحضور لكل من مدينة كليميم و طانطان و أسا الزاك و سيدي افني ، طبعا حسب الرقعة الجغرافية لاشتغال اللجنة الجهوية . بعد الكلمة الافتتاحية لسلم تروز عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان و التي من خلالها تناولت دواعي انعقاد هذا اللقاء شاكرة في نفس الآن كل من لبى دعوة الحضور معرجة على الفصل الخامس من الدستور الجديد و الذي منطوقه يقول بصيانة الحسانية على اعتبار كونها رافدا من الروافد الثقافية المغربية ، و على هذا الأساس فتح نقاش بعد أن كلف الدكتور عمر ناجيه بتسيير هذا اللقاء مذكرا الحضور بان محور النقاش سينصب حول موضوع '' الحسانية من الدسترة إلى الأجرأة '' مركزا على ضرورة الخروج من هذا اللقاء بتوصيات و إجراءات عملية يمكن اعتمادها لاحقا . و قد كانت جل المداخلات إن لم نقل كلها مثمرة و مفيدة للغاية نظرا لأهمية الموضوع و كذا حماسة الحاضرين لمثل هكذا مشروع . و هنا نلخص أهم ما جاء في تدخلات بعض الحاضرين. فالكل اجمع على أن الحسانية هي هوية و ثقافة و لغة لمنطقة تمتد من عمق وادي درعة إلى السنغال و مالي و بعض المناطق المجاورة . لذا وجب الاهتمام بها و جعلها ترقى إلى المستوى المطلوب كلغة قائمة الذات ، كما أكدوا على عدم إظهار الحسانية من خلال جعلها ثقافة مرتبطة فقط بالفلكلور الغنائي و ما شابه . وفي سياق آخر عرج المتدخلون على فشل مشروع مركز الأبحاث و الدراسات الحسانية و الذي اعتبره البعض منهم بأنه ولد ميتا . من جهة ثانية أكدت مجموعة الباحثين الشباب على ضرورة الاستفادة من الأرشيف الكولونيالي على اعتبار كونه هو المرجع الهام الذي يجب الاعتماد عليه لإخراج الحسانية من أزمتها الحالية ، مؤكدين في نفس الآن على ضرورة إحداث قناة تلفزية حسانية تتحدث باللغة الحسانية . ليختتم هذا اللقاء الذي امتد لأزيد من أربع ساعات بكلمة السيد توفيق البرديجي رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان طانطان – كلميم ، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في هذا النقاش و توسيعه خدمة لإرساء قواعد و أسس تمكن اللغة الحسانية من أن تخرج من الإطار الفرجوي الفلكلوري الضيق إلى مصاف التهيئة اللغوية ، و بالتالي أجرأة تطبيقها بالشكل المطلوب .