بقلم : براهيم الخليل – كليميم سعيا منها لإجهاض الحراك الإجتماعي الذي يعيشه مدشر كليميم من تجديد للنضال الميداني لكافة الحركات الإحتجاجية المحلية، الذي ناهز السنتين أو أكثر، بدءأ من مجموعة معاقي كليميم مروراً بمجموعة المطلقات والأرامل والعائلات الفقيرة بمعية مجموعة أبناء المقاومة وأعضاء جيش التحرير ومجموعة الجنود الأحرار الصحراويين ومجموعة المقصين من المقاطعة الخامسة والمواطنين الصحراويين بالمقاطعات الخامسة والرابعة والثانية، وانتهاءاً بالمعطلين كمجموعة الشيلة للمجازين الصحراويين ومجموعة أحرار معطلي كليميم ومجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بكليميم؛ المرابطة بميادين النضال والصمود بشكل مستمر. خرجت علينا هاته الأيام الأجهزة الإستخباراتية بتواطؤ مع لوبيات الفساد المحلي، فيما يسمى بالتسجيل في لوائح الإستفادة من بطائق الإنعاش التي دعت إليه ولاية جهة كليميم السمارة وخصت بها فئة المعطلين..؟؟؟ دون مراعاة لحل المطالب العادلة والمشروعة للمجموعات المحرومة والمقهورة المناضلة بالساحات العمومية للإقليم، واللذين لا يتوفرون على أبسط الظروف المعيشية للحياة الكريمة، وكأنها تقول لهم بالحرف الواحد : ( إضربوا عرض الحائط كل نضالاتكم وسعيكم في العيش بحرية وكرامة إنسانية، وكل شعاراتكم التي صدحتم بها عالياً وطالبتم فيها بالتغيير والإصلاح وإسقاطٍ لرموز الفساد؛ فنحن ها هنا باقون على كراسينا العاجية .. أما أنتم فلحَسوا التراب التي تمشي عليها أقدامكم، فأنتم لستم بمواطني هاته الأرض ووجودكم بها غير مرغوب فيه )، مجيشة لذلك مجموعة من الأفراد الإسترزاقيين المتواطئين في هاته اللعبة الوسخة، واللذين فضلواْ بيع ضمائرهم للمخزن، في لعبة حقيرة مفادها امتصاص الإحتقان الإجتماعي الذي يشهده إقليم كليميم، وضرب السعي الجاد للإطارات المحتجة في توحيد صفوفها والنضال كلحمة واحدة وهو ما تجسد فعليا الساحات النضالية خلال الفترة الأخيرة، وذلك كله خدمة لأجندة استخباراتية معدة سلفاً. إن تخصيص بطائق الإنعاش لفئة المعطلين من طرف السلطات المحلية مغزاه معروف ومعلوم لكل مناضل شريف فوق هذه الأرض، وهو إجهاض حلم هذه الفئة المعطلة من التوظيف المباشر بأسلاك الوظيفة العمومية الذي يعتبر الملاذ الصحيح والطبيعي لإنهاء فترة البطالة التي دامت لسنين عديدة بين أبناء الأقاليم الصحراوية، في غياب تنمية حقيقية منذ ما يزيد عن 38 سنة من طرف الدولة المغربية لهاته المنطقة، والتي من شأنها خلق أوراش منتجة تحقق فرص للشغل قارة، وقادرة على امتصاص نسبة البطالة المرتفعة والمستشرية في صفوف المعطلين، سواء منهم حاملي الدبلومات التقنية، الإجازة، الماستر أو الدكتوراه، ما هي إلا ورقة ضغط مستقبلية من قبل الأجهزة الإستخباراتية لتمرير سياسات الحكومة الحالية التي تتبجح على العلن بأن زمن التوطيف المباشر قد ولى وعفى الله عما سلف للذي توظف بطريقة ملتولية أو ما شابه. إن مثل هذه المبادرات التي تنمي إقتصاد الريع لدى لوبيات الفساد المحلي، والتي تتبجح حكومة ابن كيران في أبواقها الرسمية بمحاربتها في أفق القطيعة معها، ما هي إلا شعارات تضحك بها على أدقان البؤساء والمقهورين، فسياسة دار لقمان مازالت على حالها؛ فقط تم تغيير لعب الأدوار المحورية وتغيير الواجهة للممثلين الرسميين حتى يتم توهيم الناس بأنه تم التغيير الذي كانوا ينشدونه. وبالعودة إلى تدبير ملف الإنعاش الوطني بإقليم كليميم والذي تتحكم فيه لوبيات الفساد بتواطؤ مع السلطة المحلية ما هو إلا وسيلة تلتجئ إليه هذه الزمرة الفاسدة لتقوية رصيدها السياسي وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالتحضير للإنتخابات الجماعية التي تسعى فيها إلى تسخير كل الوسائل المشينة؛ والتي تخدم الأجندة الإستخباراتية. في الختام نخلص إلى أن أبناء هذه الأرض واعون كل الوعي بالأساليب الخبيثة التي تنتهجها دائما السلطة المحلية بتعاون مع لوبيات الفساد في إجهاض كل صادح بالحق من أجل التغيير الحقيقي في هذا الإقليم كما يتمناه أبنائه.