رابطة الموسيقيين الحسانيين للتراث والتنمية الاجتماعية بعد أزيد من شهر ونصف من الانتظار بمدينة الرباط، والمحاولات المتكررة لأعضاء رابطة الموسيقيين الحسانيين لأجل لقاء الجهات الداعمة والوزارات الوصية لدعم أيام تكوينية بمدينة العيون تحت شعار : تأهيل الفنان الصحراوي ركيزة أساسية للنهوض بالثقافة الحسانية. بحضور أزيد من 140 فنان صحراوي . ورغم الإكراهات والظروف المادية الصعبة لأعضاء الرابطة، إلا أنهم تكبدوا عناء السفر ورابطوا وصبروا إلى حين لقاء وزير الثقافة الذي استقبلهم بشق الأنفس بعد توسط النائبة البرلمانية كجمولة منت أبي التي دعمت جهود أعضاء الرابطة ووجهت رسالة لوزير الثقافة بغرض لقائهم، والذي تم معه اللقاء وأبدى استعداده لدعم الأيام التكوينية وطلب من أعضاء الرابطة الانتظار بمدينة الرباط إلى حين دراسة الملف ووعدهم بعقد لقاء ثاني بعدها في أسرع وقت. لكن اللقاء الثاني لم يلتقوا فيه الوزير وإنما فوض أحد مستشاريه للقاء ممثلي الرابطة الصحراوية، وكانت المفاجأة الكبرى أن استقبلهم مستشار الوزير استقبالا مستفزا، أبان فيه عن نظرة عنصرية تجاه الصحراويين وتبخسيا لتراثهم، ليطلعهم في الأخير على حقيقة مرة وكارثية وهي أن تراثكم الصحراوي لا يساوي لدى وزارتنا سوى 5000 درهم وأن الوزارة لن تتجاوز المبلغ المذكور، ما جعل أعضاء الرابطة يسألونه إن كان كلامه من باب المزاح وهل هو في كامل قواه العقلية ،ليتبين أن كلامه جدي ومسؤول وأنه رسالة الوزير المحترم إلى الرابطة والجمعيات المنضوية تحتها. أمام هذا الوضع لم يجد ممثلوا الرابطة سوى استنكار التعامل اللامسؤول الذي تتبناه وزارة الثقافة في حق أبناء الصحراء الأصليين الذين يشهد لهم القاصي والداني بمكانتهم المحفوظة بين الصحراويين، وفي نهاية اللقاء المهزلة شكر أعضاء الرابطة الصحراوية مستشار الوزير باسم كل الصحراويين، وربطوا الاتصال مباشرة بزملائهم ورؤساء الجمعيات المنضوية تحت الرابطة، ليعقد بمدينة العيون اجتماع طارئ لتدارس حيثيات الواقعة، وطريقة الرد على مستشار وزير الثقافة الذي استهدف الصحراويين وبخس قدرهم، ولا زالت في هذه الأثناء الاتصالات جارية بين مختلف الفعاليات الفنية والثقافية لحشد الدعم وتكثيف الجهود وارصاء الصفوف لأجل مواجهة الإقصاء الممنهج ضد الصحراويين من طرف الحكومة الحالية ومواجهة الإهانات المتكررة التي يتلقونها في كل مرة من القائمين على الشأن العام بالعديد من القطاعات ذات الصلة بالواقع الصحراوي ومنها وزارة الثقافة. وفي اجتماع تحضيري للقاء الرئيسي الذي سيجمع كافة المتدخلين في القطاع الفني والثقافي من أبناء الصحراء في الأيام القادمة، أكد الحاضرون أن وزارة الثقافة ومن ورائها الحكومة الحالية قد قطعت حبل الود بينها وبين الصحراويين، وأن الصحراويين اليوم مطالبين بمقاطعة كافة أشكال وأوجه التعريف بالثقافة الصحراوية التي تشرف عليها وزارة الثقافة والحكومة الحالية، وأن رابطة الموسيقيين الصحراويين بالعيون ستتفق على عدم المشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية للحكومة المغربية إلى حين رد الاعتبار للثقافة الصحراوية وتقديم اعتذار رسمي من طرف وزارة الثقافة، وقد تساءل الحاضرون عن حقيقة العناية المزعومة بالثقافة الصحراوية، وأين هي المرتكزات الخمس التي يدعي الوزير أنها أساس مخططه الذي أسماه المغرب الثقافي الذي يتبناه، أم أن كل ذلك مجرد شعارات، ثم أين مكانة الفنان الصحراوي لدى وزارة الثقافة وماذا قدمت له منذ سنة 1975 كوزارة وصية على القطاع ، وهل كل ما تستطيع تقديمه هو مبلغ 5000 درهم لتدعم دورة تكوينية ل 180 فنانا صحراوي 30 منهم سيحضرون من كل الأقاليم الصحراوية. يذكر أن رابطة الموسيقيين الحسانيين بالعيون تضم فرقا موسيقية وجمعيات فنية وهي امتداد للإتحاد الموسيقي بالعيون المؤسس سنة 1986 وكل الأنشطة والمبادرات التي نظمتها منذ تأسيسها هي من مساهمات الفنانين الصحراويين ولم يسبق للدولة المغربية أو أي مصلحة من مصالحها أن قدمت لها درهما واحدا، وهنا لا بد من طرح الأسئلة التالية: * · لماذا يتم التغاضي عن الدستور الذي أكد على صيانة الثقافة الحسانية؟ ومن وراء هذا التغاضي ؟ * · أين هي الشعارات والخطابات الرسمية للعناية بالتراث الحساني ودعم الثقافة الصحراوية. * · أين هو الفنان الصحراوي من الامتيازات التي يحظى بها الفنانون المغاربة . * · لماذا لا تدعم الموسيقى الصحراوية مثل نظيراتها المغربية. * · إن كانت الثقافة الصحراوية مكون من مكونات الثقافة المغربية فهل يعقل أن تساوي في نظر وزير دولة فقط 5000 درهم، في الوقت الذي تمول فيه أنشطة جمعيات مشبوهة بالملايين.